فَقَال لَهُ: مَا يُدْرِيكَ أَنَّ اللَّيلَةَ النِّصْفُ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "الشَّهْرُ هكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا. (وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ الْعَشْرِ مَرَّتَينِ) وَهكَذَا (في الثَّالِثَةِ وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ كُلِّهَا وَحَبَسَ أَوْ خَنَسَ إِبْهَامَهُ) ".

(2395) (1047) (197) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

هذا الحديث عن ابن عمر (فقال) ابن عمر (له) أي للرجل القائل: (ما يدريك) ويعلمك أي أيُّ شيء أدراك وأعلمك (أن) هذه (الليلة النصف) أي ليلة النصف من الشهر وبأي حجة تقول ذلك والمعنى أنك لا تدري أن هذه الليلة النصف أم لا لأن الشهر قد يكون تسعًا وعشرين وأنت أردت أن هذه الليلة ليلة اليوم الَّذي بتمامه يتم النصف وهذا إنما يصح على تقدير تمامه ولا تدري أنَّه تام أم لا وإنما قلت لك ذلك لأني (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الشهر هكذا وهكذا وهكذا وأشار بأصابعه العشر) إلى عدد أيام الشهر (مرتين) يعني أشار فيهما إلى عشرين يومًا (و) سمعته يقول (هكذا في) المرة (الثالثة) للمرتين (و) قد (أشار بأصابعه) العشر (كلها و) لكن (حبس) أي منع من البسط (أو) قال ابن عمر: (خنس) النبي صلى الله عليه وسلم أي قبض (إبهامه) والشك ممن روى عن ابن عمر فيما قاله من اللفظين قال الأبي: وخنس بالخاء المعجمة والنون أي عطفه ولم يتركه وهو أحسن من رواية (حبه) بالحاء المهملة والباء الموحدة اهـ منه.

وقوله: (وأشار بأصابعه كلها) وفي بعض النسخ (وأشار أصابعه كلها) فتكون الإشارة محمولة على معنى الإراءة.

وقوله: (حبس أو خنس إبهامه) كذا بالشك ومعنى الحبس المنع أي منع إبهامه من البسط والنشر فاخرها بالقبض والخنس التأخر والتأخير يستعمل لازمًا ومتعديًا وههنا متعد أي أخرها وقبضها كما في المصباح المنير اهـ من بعض الهوامش.

ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عمر بحديث أبي هريرة رضي الله عنهم فقال:

(2395) (1047) (197) (حَدَّثَنَا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (أخبرنا إبراهيم بن سعد) بن إبراهيم الزهري المدني (عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب) بن حزن القرشي المخزومي المدني ثقة من (2) (عن أبي هريرة رضي الله عنه).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015