عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ. حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَال: قَال نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "إِن الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ" قَال: "يَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ " قَال: "فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ" قَال: "فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ. قَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مقْعَدا مِنَ الْجَنَّةِ" قَال نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا"

ـــــــــــــــــــــــــــــ

عبد الرحمن) التميمي أبو معاوية البصري، ثقة، من (7) روى عنه في (9) أبواب (عن قتادة حدثنا أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أنس (قال نبي الله صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا وُضع في قبره) قال الأبي: خرج القبر مخرج الغالب وإلا فالغريق ومن في الفلاة ومن ترك في بيت حتى صار له كالقبر يسألون أيضًا (وتولى) أي أدبر وذهب (عنه) أي عن قبره (أصحابه) الدافنون له (أنه) أي إن ذلك الميت (ليسمع قرع نعالهم) أي صوتها عند المشي والدوس بها لو كان حيًّا فإنه قبل أن يقعده الملك لا حس فيه (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يأتيه ملكان فيقعدانه) أي يجلسانه حقيقة بأن يوسع اللحد حتى يقعد فيه أو مجاز عن الإيقاظ والتنبيه بإعادة الروح إليه اهـ مناوي، قال القاضي: هذا مما يشكك به من ينكر التعذيب ويقول نحن لا نشاهده ونحن نقول إنه مختص بالمقبور دون المنبوذ، وصفة إقعاده مغيبة عن العيون وكذلك ضربه بالمطارق فلا يبعد التوسيع له في قبره وإقعاده اهـ.

(فيقولان له ما كنت تقول) وتعتقد (في هذا الرجل) الظاهر فيكم يعني بالرجل النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يحاورانه بهذه العبارة التي ليس فيها تعظيم امتحانًا للمسؤول لئلا يتلقى تعظيمه من عبارة السائل ثم يثبت الله الذين آمنوا اهـ نووي.

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فأما المؤمن فيقول) في جواب سؤاله (أشهد أنه) أي أن هذا الرجل الظاهر بيننا (عبد الله ورسوله قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيقال له) أي للميت من جهة الملكين (انظر إلى مقعدك من النار) أي لو لم تؤمن ولم تقم بحجتك (قد أبدلك الله به) قد عوض الله لك عنه (مقعدًا من الجنة) لما قمت بحجتك (قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فيراهما) أي فيرى المقعدين (جميعًا) من الجنة ومن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015