فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْعَثْ إِلَينَا رَجُلًا أَمِينًا. فَقَال: "لأَبْعَثَنَّ إِلْيَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ. حَقَّ أَمِينٍ" قَال: فَاسْتَشْرَفَ لَهَا الناسُ. قَال: فَبَعَثَ أَبَا عُبَيدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ.
6205 - (00) حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا أَبُو
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والسيد اسمه الأيهم بسكون الياء التحتانية وأبو الحارث بن علقمة (فقالوا): أي فقال أهل نجران حين جاؤوا: (يا رسول الله ابعث لنا رجلًا أمينًا) أي رجلًا ثقة مرضيًا يعلّمنا الدين (فقال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله (لأبعثن إليكم رجلًا أمينًا حق أمين حق أمين) أي كامل الأمانة أو مستحقًا لأن يقال له أمين أو بلغ في الأمانة الغاية القصوى (قال) حذيفة: (فاستشرف) أي تطلع (لها) أي لهذه الولاية (الناس) الحاضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغبوا فيها حرصًا على تحصيل هذه الصفة المذكورة وهي الأمانة لا على الولاية من حيث همه، وفي نسخة (فتشرف له) أي للبعث (الناس) (قال) حذيفة: (فبعث) رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم (أبا عبيدة بن الجراح) رضي الله عنه.
وقوله: (حق أمين حق أمين) بالتكرار مرتين للتوكيد بنصب حق أمين على أنه مصدر مضاف، وهو في موضع الصفة، تقديره أمينًا محفقًا في أمانته. وقوله: (فاستشرف لها الناس) أي تشوفوا وتعرضوا لمن هو الموجه معهم وكلهم يحرص على أن يكون المعني إذ كل واحد أمين حق أمين.
وعبارة النووي أي تطلعوا للولاية حرصًا على أن يكون هو الأمين الموعود به في الحديث، لا حرصًا على الولاية من حيث هي ولاية.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [5/ 385]، والبخاري في مواضع منها في مناقب أبي عبيدة [3745] وفي المغازي باب قصة أهل نجران [4381] وفي أخبار الآحاد [7254]، والترمذي في مناقب أبي عبيدة [3758]، وابن ماجه في المقدمة باب فضل أبي عبيدة [122].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث حذيفة رضي الله عنه فقال:
6100 - (00) (00) (حدثنا إسحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (أخبرنا أبو