ونزول الآية على ما قاله (?) ابن عباس رضي الله عنه كان في اليهود حين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه وأخبروا بغير ما هو في كتابهم، وأظهروا أنهم لم يقولوا إلا الحق، وفرحوا (?) بتغريرهم وخداعهم ذلك، وأحبوا أن يحمدهم النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره بإخبارهم عن الحق مع أنهم لم يخبروا بحق، فهذا الذي عناه الله تعالى قوله: {أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} فلما قرأ مروان هذه الآية، وقد علم أن العبرة لعموم الألفاظ لا لخصوص المورد، فالآية وإن كانت بحسب نزولها تختص باليهود حيث سيقت في ذكرهم إلا أنها لعمومها تعم كل بر وفاجر، ومؤمن وكافر، فرح بما فعله وأحب أن يحمد بما لم يفعله. وتحكم عليهم بالعذاب وتوعدهم