وَكَانَ أَنَسٌ يَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، وَيَعِيبُ عَلَى مَنْ يَتَوَخَّى، أَوْ مَنْ يَعْمِدُ الاِنْفِتَالَ عَنْ يَمِينِهِ.
852 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ لاَ يَجْعَلْ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ شَيْئًا مِنْ صَلاَتِهِ، يَرَى أَنَّ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لأنها تفتل بين الأصابع، وما يقال: إنه مقلوب لفت وهم ليس له أصل. والانصراف في الترجمة عطف تفسيري، وقيل: أشار بالانفتال إلى التوجه إلى المأمومين؛ وهذا لا أصل له في اللغة.
قال الجوهري: الانفتال الانصراف، ولا دليل عليه في الحديث، وأيضًا الكلام في مطلق المصلي إمامًا كان أو مأمومًا أو منفردًا.
(وكان أنسٌ ينفتل عن يمينه وبساره، وبعيب على من يتوخى) ردّ على ابن المنير -بالخاء المعجمة- أي: يطلب (أو يعمد) أي: يقصد الانفتال عن يمينه.
852 - (أبو الوليد) هشام الطيالسي (عمارة بن عمير) بضم العين فيهما وتخفيف الميم في الأول والثاني مصغر.
(لا يجعل أحدكم للشيطان شيئًا من صلاته) وذلك بأن يرى أنه يجب الانصراف من الأيمن؛ لأنه اعتقاد أمر باطل غير مشروع وذلك مطلوب الشيطان.
فإن قلت: حقًّا اسم إن، وإن لا ينصرف خبره. تقديره إنّ حقًّا عليه عدم الانصراف، فالاسم نكرة، والخبر معرفة. قلت: يقدّر في أن ضمير الشأن. وحقًّا مفعول مطلق لفعل مقدر، أو هو مما انتصب فيه الجزآن؛ كقوله:
إن حراسنا أسدًا
وقيل: هو من باب أفعل، وفيه أن القلب إنما يقبل إذا كان فيه مبالغة.