جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمِىُّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ الاِسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يَقُولُ «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ - ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ - خَيْرًا لِى فِي عَاجِلِ أَمْرِى وَآجِلِهِ - قَالَ أَوْ فِي دِينِى وَمَعَاشِى وَعَاقِبَةِ أَمْرِى - فَاقْدُرْهُ لِى، وَيَسِّرْهُ لِى، ثُمَّ بَارِكْ لِى فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِى فِي دِينِى وَمَعَاشِى وَعَاقِبَةِ أَمْرِى - أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِى وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْنِى عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِىَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِى بِهِ». طرفه 1162

11 - باب مُقَلِّبِ الْقُلُوبِ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ).

ـــــــــــــــــــــــــــــ

السادات، ومن صغار التابعين، مات في حبس المنصور، ليس له ذكر إلا في هذا الموضع (جابر بن عبد الله السلمي) روى جابر حديث الاستخارة، وقد مَرّ في أبواب الصلاة، وموضع الدلالة قوله: (وأستقدرك بقدرتك) فإنه يدل على ثبوت هذه الصفة الله تعالى.

باب قوله: مقلب القلوب

قال الجوهري: القلب الفؤاد، وقال ابن الأثير: القلب أخص من الفؤاد، وقيل: هما قريب من السؤال. قلت: بل هما مترادفان كما قاله الجوهري أو متباينان، فإن من لم يقل بترادفهما يقول: الفؤاد غشاء القلب، والقلب هو هذا العضو الصنوبري رئيس سائر الأعضاء، وإليه أشار في الحديث "في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد" قال ابن الأثير: ويطلق على العقل، قال تعالى: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق: 37] أي عقل. واستدلال البخاري بقوله: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ} [الأنعام: 110] بعد الترجمة على القلب يدل على أنهما عنده مترادفان، ثم تقلب القلب ليس معناه أن يقلب ذلك العضو، بل تحويل صفاته وأحواله من الكفر إلى الإيمان، ومن الحقد والحسد إلى الصفاء والإخلاص. ومن أراد الاطلاع على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015