عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «لاَ يَزَالُ يُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ. حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَدَمَهُ فَيَنْزَوِى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ تَقُولُ قَدْ قَدْ بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ. وَلاَ تَزَالُ الْجَنَّةُ تَفْضُلُ حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الْجَنَّةِ». طرفه 4848
7385 - حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ كَانَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُو مِنَ اللَّيْلِ «اللَّهُمَّ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(لا يزال يلقى فيها) أي في جهنم (وتقول: هل من مزيد) قد سلف منا أن هذا الكلام محمول على الحقيقة، وله شواهد قال تعالى: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} [الفرقان: 12] وقال: "تحاجت النار". (فيضع فيها رب العالمين قدمه) قد سلف في باب خلق الجنة والنار ما قيل في معنى القدم، والمختار عندي أن وضع القدم كناية عن نظر القهر إليها فإن من وضع قدمه على شيء فقد بالغ في إهانته، ويدل عليه قوله: (فينزوي بعضها إلى بعض) إذ لو كان المراد من القدم طائفة من الخلق قدمهم للنار لم يكن للانزواء معنى (ثم تقول قَدْ قَدّ) بفتح القاف وسكون الدال وكسرها، وحكى شيخ الإسلام فتح الدال أيضًا، وتقدمت رواية قط قط.
قال بعض الشارحين: روى البخاري هذا الحديث أولًا عن شيخه بلفظ حدثنا، وشيخه الآخر بلفظ قال، وثالثًا تعليقًا عن معتمر، وليس كما قال (وعن معتمر) عطف على قوله: (حدثنا يزيد بن زريع). (ولا تزال الجنة تفضل) بالتاء الفوقانية، ورواه المستملي بالباء الموحدة على أن الفضل مصدر.
باب قول الله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} [الأنعام: 73]
7385 - قيل: أشار إلى أن المراد في هذه الآية بالحق هو كلمة كن كما ذهب إليه بعضهم في تفسير الآية، وإليه في الحديث: (وقولك الحق) قلت: وصف كن في نفسه بأنه حق ليس فيه زيادة معنى، بل الحق ضد الباطل، فسره قوله تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} [آل عمران: 191] والحق اسم فاعل من حق الشيء إذا ثبت، ومعنى قولك الحق مقولك، وكذا الوعد، وعطفه من عطف الخاص على العام. والحديث