«هَلَكَةُ أُمَّتِى عَلَى يَدَىْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ». فَقَالَ مَرْوَانُ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ غِلْمَةً. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ بَنِى فُلاَنٍ وَبَنِى فُلاَنٍ لَفَعَلْتُ. فَكُنْتُ أَخْرُجُ مَعَ جَدِّى إِلَى بَنِى مَرْوَانَ حِينَ مَلَكُوا بِالشَّأْمِ، فَإِذَا رَآهُمْ غِلْمَانًا أَحْدَاثًا قَالَ لَنَا عَسَى هَؤُلاَءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْهُمْ قُلْنَا أَنْتَ أَعْلَمُ. طرفه 3604
4 - باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - «وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا غير (هَلَكَة أمتي) بفتح اللام والكاف بمعنى الهلاك (على يدي غَلْمَةٍ من قريش) وفي بعضها أيدي بلفظ الجمع، والغلام: يرادف الصبي، وهو أن يكون دون البلوغ، إلا أن المراد الشبان ولذلك أردفه بالسفه، وذلك أن أحدًا من بني أمية لم يتول في صباه، اللهم إلا أن يحمل على أولاد الأمراء، وأول من ولي من هؤلاء السفهاء يزيد بن معاوية عزل الشيوخ من الولايات وولى مكانهم الفسقة من أقرانه، كذا نقله شيخ الإسلام، ونقل أيضًا أن الأحاديث جاءت تلعن الحكم، ومن ولد إن حُمِل على ولده صلبيًا فذاك، وإن حُمِل على النسل والذرية فلا بد من تخصيص، فإن عمر بن عبد العزيز من ذريته (فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة) بنزع الخافض، أي: من غلمة، أنطقه الله بالحق فإنه لعن نفسه وذريته.
فإن قلت: ليس في الحديث ذكر السفه الذي ترجم عليه؟ قلت: لم يكن على شرطه فأشار إليه، وقد ذكره الإسماعيلي وغيره وفي هذا الحديث أيضًا دلالة على عدم جواز الخروج على الأمراء الفسقة.
باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ويل للعرب من شر قد اقترب"
هذه الترجمة بعض حديث الباب قيل: إنما خص العرب لأنهم أول داخل في الإسلام، وللإيذان بأن الفتنة إذا وقعت كان الهلاك أسرع إليهم، والذي يظهر أنه خص العرب بالذكر لأنه قيد الشر بالقريب، ولا شك أن أول ما وقع من الفتن كان قتل عمر وعثمان، وبعده وقعة علي ومعاوية، وبعده قتل حسين بن علي، وبعده وقعة الحرة على يد مسلم بن عقبة التي أشار