مِنْهَا إِذْ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِى نَزْعِهِ ضَعْفٌ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ مِنْ يَدِ أَبِى بَكْرٍ فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِى فَرْيَهُ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ». طرفه 3633
7020 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا مُوسَى عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منها) أي أستقي (إذ جاءني أبو بكر وعمر، وأخذ أبو بكر الدلو) لم يقل أخذها من يدي بخلاف قضية عمر فإنه قال: (أخذها من يد أبي بكر) فإن خلافة أبي بكر كانت من الصحابة وخلافة عمر كانت من أبي بكر (فنزع ذنوبًا أو ذنوبين) وذكر في باب الاستراحة ذنوبين من غير شك، والذنوب بفتح الذال المعجمة الدلو الممتلئ (وفي نزعه ضعف يغفر الله له) قيل: قوله: يغفر الله له كلمة تجري في المتعارف، ولا يراد مغفرة ذنب. قلت: قوله: وفي نزعه ضعف قرينة صارفة عن ذلك، قيل إشارة إلى قصر مدته وليس بذلك إذ لا اختيار له في ذلك، والصواب أن شوكته لم تكن كشوكة عمر، وإن كان أفضل منه، وأجلّ الأثر إلى قوله: (فاستحالت في يده غربًا) والغرب ضد الشرق، الدلو العظيمة.
فإن قلت: ذكر في الباب بعده: "فاستحالت غربًا ثم أخذها عمر"، قلت: استحالت غربًا قيل أخذه وأثرها ظهر بعد أخذه فلا تنافي.
(فلم أر عبقريًّا) قال ابن الأثير: يزعمون أن عبقر قرية يسكنها الجن، فكل شيء يكون فيه غرابة ينسبونه إليها، والمراد به في الحديث سيد القوم والقوي منهم (يفري فريه) بفتح الفاء وكسر [الراء] وتشديد الياء، أي يعمل عمله، وأصل الفري القطع (حتى ضرب الناسُ بعطن) -بفتح العين والطاء- مبرك الإبل حول الماء لتقاد للشرب ثانيًا، قال ابن الأثير: ضرب ذلك مثلًا لاتساع الناس في زمن عمر لما فتح الله على المسلمين في خلافته، وموضع الدلالة أن نزع الماء يدل على الولاية بقدر الماء وحال الرائي وكيفية الماء من الصفاء والكدر.
[باب نزع الذنوب والذنوبين من البئر بضعف]
7020 - ثم أردف هذا الباب بباب نزع ذنوب أو ذنوبين، وروى فيه الحديث الذي في