قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَحْكِى نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ، فَهْوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِى، فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ. طرفه 3477

6 - باب قَتْلِ الْخَوَارِجِ وَالْمُلْحِدِينَ بَعْدَ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ). وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَاهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ وَقَالَ إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الْكُفَّارِ فَجَعَلُوهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قيل: هذا أولى لأنه لم يقتل اليهودي الذي قال: السام عليك لغرض التأليف، لأنه إذا صبر على أذى الضرب بل زاد ودعا لمن فعله فالصبر على أذى القول من باب الأولى، وهذا إنما يصح على ما قال الدارقطني لأنه قوله: (كأني أنظر إلى نبي من الأنبياء ضربه قومه فأدموه) إن الحاكي والمحكي عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد، والصحيح أن هذا النبي هو نوح، رواه ابن عساكر بسند صحيح، ومساق الحديث ظاهر في أنه لم يرد نفسه.

باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم

أراد الحجة الاستتابة، الخوارج جمع خارجة وهي الطائفة التي خرجت عن طوع الإمام، وأول من خرج الزبير وطلحة وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وليس المراد بما في الحديث هؤلاء بل طائفة خرجوا [على] علي بن أبي طالب وكفروه زعمًا منهم أنه كفر لما حكَم أبا موسى وعمرو بن العاص، وكانوا ثمانية آلاف، وقيل: أكثر، وقيل: أقل، وفزلوا بقرية تسمى حروراء -بفتح الحاء وضم الراء والمد- اخترعوا في الدين أنواعًا من الكفر، كفروا مرتكب الكبيرة ووضعوا شيئًا من عند أنفسهم في الدين حتى قالت طائفة: لا صلاة واجبة إلا صلاة في الغداة وصلاة بالعشي، وأفسدوا الحرث والنسل، وقتلوا مما تحصى في أيام بني أمية وأوائل خلافة بني العباس، ثم قطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين.

(وعن ابن عمر أنهم شرار خلق الله) وفي رواية مرفوعًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الخوارج شر الخلق والخليقة"، وهذا يدل على أنهم شر من الكفرة لأنهم اخترعوا في الشريعة أمورًا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015