1 - باب مَا جَاءَ فِي الرِّقَاقِ وَأَنْ لاَ عَيْشَ إِلاَّ عَيْشُ الآخِرَةِ
6412 - حَدَّثَنَا الْمَكِّىُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ - هُوَ ابْنُ أَبِى هِنْدٍ - عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ». قَالَ عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِىُّ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِى هِنْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب الرقائق
قال الجوهري: الرقائق: جمع رقيقة وهي الكلمة الحسنة باعتبار نفاسة معناها من قولهم: رقق الكلام إذا حسنه. وفي بعضها: رقاق، جمع رقيق. وتفسيرها بالكلمات المرققة للقلوب غير صحيح؛ لأن رق فعل لازم.
باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:"لا عيش إلَّا عيش الآخرة"
هذا الحصر صحيح باعتبار الكمال، كقولهم: لا فتى إلّا علي.
6412 - (قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ).
فإن قلت: ما معنى هذا الكلام؟ قلت: له وجهان حسنان: الأول: أن يراد أن قليلًا من الناس من يحصل له الصحة والفراغ، بل من الناس من لا يحصل له منهما شيء ومنهم من يجد أحدهما دون الآخر، فهذا مغبون لأنه فقد رأس المال الذي كان يتوصل به إلى المطلوب إما كلًّا أو بعضًا ويؤيد هذا المعنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أصبح آمنًا في سربه معافًا في بدنه وله قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".