قَالَ قَتَادَةُ (تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) الصَّادِقَةُ النَّاصِحَةُ.
6308 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدِيثَيْنِ أَحَدُهُمَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَالآخَرُ عَنْ نَفْسِهِ قَالَ «إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ». فَقَالَ بِهِ هَكَذَا قَالَ أَبُو
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يقع منه سهوًا. وقيل: على ما كان منه قبل النبوة، وقيل: تواضعًا، وقيل: تعليمًا لأمته، والحق أن الوجه فيه ما روى مسلم: "قال: وإنه ليُغَانُّ على قلبي وإني لأستغفر الله نئة مرة". قالوا: والغين: الغيم المطبق. استعارة لما يغشى عليه عن ملاحظة حلال الله وجماله مما هو من لوازم البشرية وما عليه من الاشتغال لمصالح أمته إذ كان حق مثله أن يستغرق في الله كالملائكة الكروبيين بل أعظم إذ حسنات الأبرار سيئات المقربين وقال الغزالي: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دائم الترقِّي درجة استغفر من الحالة السابقة، وحديث: "ليُغانُّ على قلبي" لا يلائم ما قاله. وإن كان ما قاله من كونه دائم الترقي صوابًا.
باب التوبة
لغة: الرجوع. وفي الشرع: الرجوع عن معصية الله إلى طاعته، وله أركان ثلاثة: الإقلاع عن المعصية في الحال، والندم على ما وقع، والعزم على أن لا يعود. والتوبة التي قال تعالى: ({تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8]) قد روي عن أبيِّ بن كعب قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهما فقال: "أن لا تعاود بعدها الذنب".
6308 - (أبو شهاب) هو الأصغر عبد ربه الحَنَّاط المدني. وقد أشرنا إلى أن أبو شهاب الأكبر موسى بن نافع الحناط، له حديث واحدٌ في أبواب الحج لا غير. (عُمير) بضم العين مصغر، وكذا (سُوَيد)، (حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين أحدهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والآخر عن نفسه) لم يُبين المرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد بيّنته رواية مسلم: "الله أشدَّ فرحًا بتوبة عبده من