وَقَالَ خَبَّابٌ شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ.
5809 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كُنْتُ أَمْشِى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِىٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِىٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِى مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِى عِنْدَكَ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ ضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ. طرفه 3149
5810 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى حَازِمٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فإن قلت: في رواية الترمذي: "وعلى رأسه عمامة سوداء قد أرخى طرفها"؟ قلت: لا ينافي، تكون العمامة فوق المغفر.
باب البرود والحبرة والشملة
الحبرة على وزن العنبة، قال ابن الأثير: يقال: برد حبرة بالوصف والإضافة، برد يماني، فعلى هذا عطف الحبرة على البرود من عطف الخاص على العام (خباب) بالخاء المعجمة وتشديد الباء (شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسد ببردة) أي: جعلها وسادة، والبردة: الشملة المذكورة في الترجمة. قال الجوهري: الشملة كساء يلبسها الأعراب.
5809 - ثم روى عن أنس أنَّه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه برد نجراني -بفتح النون وسكون الجيم- ناحية من ناحية اليمن (فجبذه أعرابي جبذة شديدة حتَّى أثرت حاشبة البرد في عاتقه) هذا موضع الدلالة على الترجمة (فجبذه بردائه) قيل: صوابه ببرده لقوله: (وعليه برد) قلت: البرد كان رداء ولا منافاة. ألا ترى إلى قوله: (أثرت حاشية البرد في عاتقه) ولا يكون ذلك إلا إذا كان رداء (فالتفت إليه ثم ضحك) فرحًا بما أنعم الله عليه من كثرة الحلم ومحاسن الأخلاق، أو تعجبًا من جرأة الأعرابي.
5810 - (عن أبي حازم) -بالحاء المهملة- سلمة بن دينار، روى عنه أن امرأة جاءت