عَنْ أَبِى زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «مَا مِنْ مَكْلُومٍ يُكْلَمُ فِي اللَّهِ إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَكَلْمُهُ يَدْمَى، اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ». طرفه 237

5534 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً». طرفه 2101

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(عن أبي زرع) اسمه: هرم (ما من مكلوم يُكْلَم في الله) أي مجروح يجرح في سبيل الله (إلا وجاء يوم القيامة و [كلمه] يدمى) بفتح الياء مضارع دمي على وزن علم.

5534 - (محمد بن العلاء) بفتح العين والمد (أبو أسامة) -بضم الهمزة- حماد بن أسامة (عن بريد) -بضم الباء- عامر بن أبي موسى (الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير) فيه لف ونشر مرتب [قال] ابن الأثير: الكير المبني من الطين كالحداد، وقيل: هو الزق الذي ينفخ فيه (فحامل المسك إما أن يُحذيك) بضم الياء وحاء مهملة وذال معجمة من أحذيته إذا أعطيته، واسم تلك العطية حُذيا بضم الحاء والقصر، ويقال أيضًا: الحذية على وزن الوصية.

فإن قلت: ما وجه ذكر المسك هنا؟ قلت: قيل لأنه فضلة الظبي، والظبي مما يصاد، وليس كذلك. بل إنما ذكره لأنه دم، وكان القياس نجاسته إلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما شبّه دم الشهيد دل على طهارته، وأيضًا كان أطيب الطيب عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قيل: لما انعقد من الدم وصار جامدًا كان كالخل المستحيل من الخمر، وهذا ليس بشيء، فإن سائر الدماء بالجمود لا تصير طاهرة، فالحسن ما حسنه الشارع. ألا ترى إلى قوله: "أحلت لنا ميتتان ودمان". وقال أبو الطيب:

وإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015