«لَوْ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِى فِي حَجْرِى مَا حَلَّتْ لِى إِنَّهَا لاَبْنَةُ أَخِى مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِى وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ فَلاَ تَعْرِضْنَ عَلَىَّ بَنَاتِكُنَّ وَلاَ أَخَوَاتِكُنَّ». قَالَ عُرْوَةُ وَثُوَيْبَةُ مَوْلاَةٌ لأَبِى لَهَبٍ كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا فَأَرْضَعَتِ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ قَالَ لَهُ مَاذَا لَقِيتَ قَالَ أَبُو لَهَبٍ لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ غَيْرَ أَنِّى سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِى ثُوَيْبَةَ. أطرافه 5106، 5107، 5123، 5372
لِقَوْلِهِ تَعَالَى (حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ). وَمَا يُحَرِّمُ مِنْ قَلِيلِ الرَّضَاعِ وَكَثِيرِهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
صرح به فيما بعد (لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلَّت لي إنها بنت أخي في الرضاع) كونها في حجره لا دخل له في الحرمة، بل بيان لما جرى به العرف لقوله تعالى: {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ} [النساء: 23]، (ثويبة) بضم الثاء المثلثة على وزن المصغر (كان أبو لهب أعتقها فأرضعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) المعروف بين الناس أنه لما بشرت أبا لهب بولادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعتقها بعد الهجرة، وفي رواية البخاري صريحة في أنها أرضعته بعد الإعتاق (فلما مات أبو لهب أُرِيَه بَعضُ أهله بشرِ حِيْبة) أي: أري في المنام، والذي رآه عباس أخوه، والحِيْبة -بكسر الحاء بعدها ياء ساكنة والباء الموحدة- قال: أي بشر حال وبسؤالهم والحزن. قاله ابن الأثير. (غير أني سقيت بهذه) أشار إلى نقرة بين الإبهام، وفي رواية البيهقي: يخفف عني العذاب يوم الإثنين لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولد فيه. والمسحة. والعَتاقة: بفتح العين. قال ابن الأثير: العتق والعتاقة مصدران لأعتق من غير والحديث دل على تفاوت الكفار في العذاب، وأن فعل الخير من الكافر قد يكون سببًا للتخفيف، ولا ينافي قوله: {لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ} [البقرة: 162]، لأن المراد: ما هو فيه لا يخفف.
باب لا رضاع بعد حولين
استدل عليه بقوله تعالى: {حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة: 233] لأنه بصدد البيان فدل على أن المدة هي هذه.