نَقُولُ قَالَ الآخَرُ يَسْمَعُ إِنْ جَهَرْنَا وَلاَ يَسْمَعُ إِنْ أَخْفَيْنَا. وَقَالَ الآخَرُ إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا فَإِنَّهُ يَسْمَعُ إِذَا أَخْفَيْنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ) الآيَةَ. وَكَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُنَا بِهَذَا فَيَقُولُ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ أَوِ ابْنُ أَبِى نَجِيحٍ أَوْ حُمَيْدٌ أَحَدُهُمْ أَوِ اثْنَانِ مِنْهُمْ، ثُمَّ ثَبَتَ عَلَى مَنْصُورٍ، وَتَرَكَ ذَلِكَ مِرَارًا غَيْرَ وَاحِدَةٍ. قَوْلُهُ (فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) الآيَةَ.
وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (عَقِيمًا) لاَ تَلِدُ. (رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) الْقُرْآنُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ (يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ) نَسْلٌ بَعْدَ نَسْلٍ (لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا) لاَ خُصُومَةَ. (طَرْفٍ خَفِىٍّ) ذَلِيلٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ (فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ) يَتَحَرَّكْنَ وَلاَ يَجْرِينَ فِي الْبَحْرِ. (شَرَعُوا) ابْتَدَعُوا.
1 - باب (إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)
4818 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ سَمِعْتُ طَاوُسًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما -. أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ (إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قُرْبَى آلِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَجِلْتَ إِنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلاَّ كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ فَقَالَ إِلاَّ أَنْ تَصِلُوا مَا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ مِنَ الْقَرَابَةِ. طرفه 3497
ـــــــــــــــــــــــــــــ
سورة حم عسق
({رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشورى: 52] القرآن) لأنه به حياة القلوب، أو الحياة الأبدية ({شَرَعُوا} [الشورى: 21] ابتدعوا) لقوله بعده: {مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21].
باب قوله: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]
4818 - (بشار) بفتح الباء وتشديد المعجمة (ميسرة) ضد الميمنة.
(لم يكن بطن من قريش إلا وكان له فيهم قرابة) قد سلف أن البطن دون القبيلة (فقال: [إلا] أن تصلوا بيني وبينكم من القرابة) هذا هو الصحيح في تفسير الآية، وأما قول