وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «هُمَا رَيْحَانَتَاىَ مِنَ الدُّنْيَا». طرفه 5994
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقد قتلوا ابن بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) ولم يسألوا عما وجب عليهم في قتله, قيل: لما قتلوا الحسين، قال أحد اليهود: ما تقولون في اليهود، ولو قيل لحمار: هذا حمار عزير لرصّعوا بالجواهر ذنبه، وأمة محمد قتلوا ابن نبيهم، وسألهم أن يدعوه يسيح في الأرض مع الوحوش لم يرضوا إلا بقتله، وكنا نسمع ونحن بمصر في الاشتغال بالحديث على شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر، يقولون في أمر يكون فيه شَيْنٌ في الإسلام: يا شماتة اليهود، وهذا أصله.
مناقب بلال بن رباح
بالباء الموحدة، وأمه حمامة من مولدات السراة، كان مولى لامرأة من بني جمح، وكانوا يعذبونه في الله وهو يقول: أحد أحد، الله الله، وكان أكثر ما يتولى عذابه أمية بن خلف، نَقل ابن عبد البر في "الاستيعاب": أن أبا جهل أخذ بلالًا، وبطحه على الأرض في حر الشمس، وألقى على صدره حجر الرحى، وكان يمر عليه ورقة بن نوفل، ويقول والله لو قتلتموه لاتخذ قبره حنانًا، يعني مزارًا أزوره؛ لأنه مقتول في حب [الله] ومرضاته، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا لأبي بكر: لو كان عندنا مال اشتريناه، فلقي أبو بكر العباس، فقال: اشتره لي، فاشتراه فلما دخل في ملكه أعتقه. وكان مؤذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والقائم بأكثر أموره، وهو الخازن والأمين على الأموال من غير محاسبة، وهو المقرب للحضرة النبوية، ولما انتقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى جوار الله ودار الكرامة أذن في خلافة أبي بكر أيضًا، فلما اتصل أيضًا برضوان الله قال بلال: إنما أذنت له لأنه مولاي، وله علي النعمة، وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يا بلال عليك بالجهاد فإنه أفضل الأعمال"، ولما قدم عمر إلى الشام دعاه فأذن له، فبكى عمر وبكى المسلمون على فراق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال ابن عبد البر: بلغوا في عذابه حتى جعلوا في عنقه حبلًا، وكانوا يدورون به بين الأخشبين، والأخشبان جبلان معروفان بمكة شرفها الله ولما دلّ بلال يوم بدر على أمية طائفة من الأنصار قتلوه، قال أبو بكر الصديق أبياتًا في بلال منها هذا البيت: