وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلاَّ أَنِّى قَدْ هَيَّأْتُ كَلاَمًا قَدْ أَعْجَبَنِى خَشِيتُ أَنْ لاَ يَبْلُغَهُ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَتَكَلَّمَ أَبْلَغَ النَّاسِ فَقَالَ فِي كَلاَمِهِ نَحْنُ الأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ. فَقَالَ حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ لاَ وَاللَّهِ لاَ نَفْعَلُ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لاَ، وَلَكِنَّا الأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا، وَأَعْرَبُهُمْ أَحْسَابًا فَبَايِعُوا عُمَرَ أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ. فَقَالَ عُمَرُ بَلْ نُبَايِعُكَ أَنْتَ، فَأَنْتَ سَيِّدُنَا وَخَيْرُنَا وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ، فَقَالَ قَائِلٌ قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ. فَقَالَ عُمَرُ قَتَلَهُ اللَّهُ. طرفه 1242

3669 - وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِىِّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ أَخْبَرَنِى الْقَاسِمُ أَنَّ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ شَخَصَ بَصَرُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى». ثَلاَثًا، وَقَصَّ الْحَدِيثَ، قَالَتْ فَمَا كَانَتْ مِنْ خُطْبَتِهِمَا مِنْ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أمير، فتكلم أبو بكر أبلغ الناس) من البلاغة، وهي: إيراد الكلام على وفق مقتضى الحال (فقال حُبَاب بن المنذر) -بضم الحاء وفتح الباء المخففة- الأنصاري السلمي، وكان لبيبًا ذا رأي، هو الذي أشار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر بالنزول على الماء، فجاء جبريل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك (هم أوسط العرب دارًا) أي: قريش أشرف العرب، والدار القبيلة كما في قوله: "خير دور الأنصار بنو النجار"، وقيل: أراد المنزل يريد مكة (وأعربهم نسبًا) لأنهم من ولد إسماعيل، وكان الوفود والحاج ترد عليهم من كل صوب، فيختارون من كل لغة أحسنها (أحسابًا) جمع حسب -بفتح الحاء والسين- ما يعد من المناقب (فقال قائل: قتلتم سعد بن عبادة) إما لأنه عارض الأمر، أو لقول عمر في الرواية الأخرى: فنزونا على سعد، وكان ضعيفًا (فقال عمر: قتله الله) لأنه لم يبايع الصديق، وارتحل إلى الشام فتوفي في خلافة عمر بحوران، ولم يبايع أحدًا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

3669 - (عن الزُّبيدي) -بضم الزاي- محمد بن الوليد (شَخَصَ بَصَر النبي - صلى الله عليه وسلم -) أي: ارتفع ناظراه إلى السماء (في الرفيق الأعلى) أي الذين أنعمت عليهم من النبيين، وقيل:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015