أَبِى بُرْدَةَ عَنْ جَدِّهِ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى - أُرَاهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّى أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِى إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ، فَإِذَا هِىَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِي رُؤْيَاىَ هَذِهِ أَنِّى هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ بِأُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا وَاللَّهُ خَيْرٌ فَإِذَا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِى آتَانَا اللَّهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الباء، مصغر برد (أبي بردة) -بضم الباء- عامر بن أبي موسى (رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وَهلي إلى أنها اليمامة أو هجَرُ)، الوهل: -بفتح الهاء- الوهم. واليمامة مدينة بيمن بينها وبين مكة أربع مراحل، قيل: سميت باسم زرقاء اليمامة التي يضرب المثل بحدة بصرها، وهجر اسم بلدة، هي قاعدة البحرين، قال الجوهري: وفي المثل: كمستبضع تمرٍ إلى هجر. (فإذا هي المدينة يثرب).
فإن قلت: قد نهى عن هذا الاسم؟ قلت: لعله كان قبل النهي، أو أراد تعريفه بما كان يعرفون، ولهذا قدم ذكر المدينة عليها.
(ورأيت فيها بقرًا) أي: في تلك الرؤيا، وفي الرواية الأخرى "بقرًا تُنحر" وفي هذه الزيادة تأويل الرؤيا، فإن البقر التي تنحر هي قتل أصحابه يوم أحد (والله خير) بالجر على القسم، كقولك: واللهِ رأيت في المنام كذا، وخير كلام على طريق التفاؤل كمن يقول لك: رأيت منامًا تقول له: خير إن شاء الله، ويؤيد هذا رواية هشام "رأيت والله خيرًا رأيت بقرًا تنحر على" (والله) قسم معترض، ويجوز أن يكون والله خير من جملة المنام كأنه لما رأى البقر تنحر قال له قائل: هذا الذي تراه، والله خير، لا تحزن، ويؤيده قوله: وإذا الخير ما جاء الله به، ويروى بالرفع على أنه مبتدأ وخبر كأنه قيل: (واللهُ خير) لمن قتل يوم أحد، (وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذي أتانا الله) بعدُ بضم الدال على البناء