مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقَالَ مَا شَأْنُكَ فَقَالَ شَرٌّ، كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ، وَهْوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَأَتَى الرَّجُلُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ مُوسَى بْنُ أَنَسٍ فَرَجَعَ الْمَرَّةَ الآخِرَةَ بِبِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقَالَ «اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ». طرفه 4846

3614 - حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ - رضى الله عنهما - قَرَأَ رَجُلٌ الْكَهْفَ وَفِى الدَّارِ الدَّابَّةُ فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ فَسَلَّمَ، فَإِذَا ضَبَابَةٌ - أَوْ سَحَابَةٌ - غَشِيَتْهُ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ «اقْرَأْ فُلاَنُ، فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ، أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ». طرفاه 4839، 5011

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الذي يعلم. (وهذا الرجل) هو عاصم العجلاني (كان يرفع صوته فوق صوت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد حبط عمله) لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ} [الحجرات: 2] أي كراهة ذلك (فقل له: إنك لست من أهل النار، بل من أهل الجنة) هذا موضع الدلالة؛ لأنه إخبار عن الغيب، فهو من أعلام النبوة.

3614 - (بشار) بفتح الباء وتشديد الشين (غُندَر) بضم الغين ودال مفتوحة (قرأ رجل الكهف) أي: سورة الكهف، والرجل أسيد بن حضير (فإذا ضبابة أو سحابة شكٌ) من الراوي، فإن الضبابة بضاد معجمة هي السحابة، قاله الجوهري (فقال إقرأ يا فلان، فإنها السكينة نزلت للقرآن) السكينة: الملائكة، قال ابن الأثير: وقيل خلقٌ آخر له وجه كوجه الإنسان، وسائره خلق رقيق كالريح.

فإن قلت: أخبر رجل أنه كان يقرأ في الزمان الماضي فأي معنى لقوله: "اقرأ يا فلان"؟ قلت: له وجهان:

الأول: أنه علم أن الدابة لما نفرت قطع القراءة، أشار بقوله اقرأ إلى أنه ما كان ينبغي قطع القراءة؛ لأن الملائكة تسمع قراءته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015