فَأَخْرَجَتْ مِنْ حُجْزَتِهَا، فَأَرْسَلَ إِلَى حَاطِبٍ فَقَالَ لاَ تَعْجَلْ، وَاللَّهِ مَا كَفَرْتُ وَلاَ ازْدَدْتُ لِلإِسْلاَمِ إِلاَّ حُبًّا، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلاَّ وَلَهُ بِمَكَّةَ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لِى أَحَدٌ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا. فَصَدَّقَهُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم -. قَالَ عُمَرُ دَعْنِى أَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَإِنَّهُ قَدْ نَافَقَ. فَقَالَ «مَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ». فَهَذَا الَّذِى جَرَّأَهُ. طرفه 3007
3082 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى الأَسْوَدِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَحُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لاِبْنِ جَعْفَرٍ - رضى الله عنهم أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ نَعَمْ، فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(فأخرجت من حُجزتها) -بضم الحاء- موضع التكة من السراويل.
فإن قلت: قد تقدم أنها أخرجته من عقيصتها؟ قلت: محمول على أنها أخرجته من موضع، وأخفته في الآخر ثم أخرجته لهم، وقيل: أو كانت عقيصتها تبلغ حجرتها، ولا يخفى بعده، وهو مختار الشيخ ابن حجر.
(لعل الله اطلع على أهل بدر وقال: اعملوا ما شئتم) ليس هذا إذنًا في المعاصي، بل تمثيل يحال من يكون كذلك فإنه غافر ذنبه مهما كان.
باب استقبال الغزاة
3082 - (زريع) بضم الزاي مصغر، وكذا (حميد)، (ابن أبي مليكة) عبد الله بن عبيد الله، وأبو مليكة بلفط المصغر اسمه زهير (قال ابن الزبير لأبن جعفر) كلاهما اسمه عبد الله (أتذكر إذ تلقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك) القائل: حملنا وتركك، عبد الله بن جعفر، وفي رواية مسلم ومسند الإمام أحمد أن القائل: أتذكر، هو عبد الله بن جعفر، والعمدة على ما في البخاري؛ لما سيأتي أنه حمل عبد الله بن جعفر.