نَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: «ارْمِ وَلاَ حَرَجَ»، قَالَ آخَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ؟ قَالَ: «انْحَرْ وَلاَ حَرَجَ». فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلاَ أُخِّرَ إِلَّا قَالَ: «افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ».
125 - حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَمْشِي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نحَرت قبل أن أرمي؟ فقال: ارمِ ولا حرج). تقدم هذا الحديث بشرحه في باب الفتيا. والنحر: ذبحُ الإبل خاصة، لأن النحر هو الصدر والإبل تذبح في اللَبّة -بفتح اللام وتشديد الباء- وهي آخر الحلق يتصل بالصدر.
فإن قلتَ: ليس في الحديث أنه كان يرمي الجمار، كما ترجم له؟ قلت: وقوفه عند الجمرة ليس إلا للرمي، إذ ليس هناك عبادة غيره.
فإذ قلتَ: أيّ غرض للبخاري من وضع هذا الباب؟ قلت: غرضه: أنه يجوز أن يُسأل العالم وهو مشتغل بطاعةٍ أخرى، إذا لم يكن سؤاله مانعًا عن تلك الطاعة، ألا ترى أنه تقدم أنَّ الذي سأله عن الساعة لم يلتفتْ إليه حتى قضى مقالته؟.
باب: قول الله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]
125 - (قيس بن حَفْص) بفتح القاف وسكون الياء (الأعمش) سليمان بن مهران بكسر الميم (عن إبراهيم) هو النخعي، الإمام المشهور، والنَّخَعُ -بفتح النون والخاء المعجمة-: قبيلة بيمن (عن عبد الله) هو ابن مسعود حيثُ أطلق.
(بينا أنا أمشي) تقدم أن (بين) ظرف زمان وألفه للإشباع، وجوابه هو العامل فيه وهو