9 - باب هَلْ يَقُولُ إِنِّى صَائِمٌ. إِذَا شُتِمَ

1904 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِى عَطَاءٌ عَنْ أَبِى صَالِحٍ الزَّيَّاتِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِى، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ. وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

باب هل يقول: أنا صائم إذا شتم

1904 - (عن ابن جريج) -بضم الجيم، مصغر- عبد الملك (عن أبي صالح) ذكوان السَّمان.

(قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم؛ فإنه لي) تقدّم منا أن الإضافة إلى نفسه تعالى تشريف للصوم؛ فإنه لم يعبد به في ملة غيره تعالى، وإن كانت العبادات كلها له تعالى، وأمّا قوله: "كل عمل ابن آدم له" قال الخطابي: أي: له فيه حظ بأن يراه الناس أو يحكي، فيحصل له بذلك سرور، وليس ما قاله بشيء، لأنّ ذلك يؤول إلى ما يقال: إن الصوم لا يدخله الرَّياء؛ بخلاف سائر العبادات، وقد قدمنا أنه كسائر العبادات يمكن الرياء فيها، على أنَّ المراد بالرياء في النوافل، فإنهم متفقون على أنَّ الفرائض لا يدخلها الرياء. بل الحق أن معناه أن سائر العبادات لها أجور معلومة فهو يعمل لتلك الأجور؛ وأمَّا الصوم فلا تعيين لأجره؛ فهو إنما يعمله لله، مُفَوِّضًا قدر أجره إليه تعالى.

وقد نقلت من رواية البيهقي: "إن الله لا يعطي من ثواب الصوم لمن له حق على الصائم؛ بل يعطي خصمه من خزائن فضله" بخلاف سائر الأعمال، وبه يظهر معنى الَّلام الدالّ على الاختصاص.

(فلا يرفث) أي: لا يقل فحشًا (ولا يسْخَب) قال ابن الأثير: الصخب بالصاد والسين:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015