1548 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ صَلَّى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - بِالْمَدِينَةِ الظُّهْرَ أَرْبَعًا، وَالْعَصْرَ بِذِى الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، وَسَمِعْتُهُمْ يَصْرُخُونَ بِهِمَا جَمِيعًا. طرفه 1089
1549 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَنَّ تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ. طرفه 1540
ـــــــــــــــــــــــــــــ
باب التلبية
أي: قول الرجل: لبيك، قال سيبويه: يقال: لبّى يلبي من لبيك؛ كقولهم: حسبل، إذا قال: سبحان الله. وقال يونس: أصل لبيك لبب على وزن فعلل، من لبَّ بالمكان أقام؛ قلبت الباء الأخيرة ياءً ثم قلبت ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثمَّ ثني، وقلبت الألف ياءً في حالة النصب؛ لأنه مفعول مطلق. والمراد من لبّى التكثير؛ كقوله تعالى: {ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} [الملك: 4]، وإنما جعلت التثنية دالة على التكثير لأنها أول عدد يقع فيه التضعيف. وهذا جواب لقول إبراهيم خليل الله حيث نادى: عبادَ الله حجوا بيت الله. بعد أن قال الله له: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} [الحج:27].
فإن قلت: إذا كان جوابًا لنداء الخليل؛ فما معنى قوله: "اللهم لبيك"؟ قلت: الداعي في الحقيقة هو الله تعالى، وإنما الخليل واسطة ومبلغ.
1549 - وقوله: (لا شريك لك) جملة معترضة؛ ردّ لما كان يقوله المشركون من قولهم: إلا شريكًا هو لك.
(إن الحمد والنعمة لك) -بالكسر والفتح، والكسر أحسن- لأنه استغراق مثبت للحمد والنعمة مطلقًا، والفتح يفيد الغلبة؛ أي: لبيك لكون الحمد والنعمة لك. وقوله: "لك" خبر المعطوف؛ وخبر المعطوف عليه محذوف إِنْ رُويَ "والنعمة" بالرفع؛ لأنَّ العطف على محل