وَقَوْلِهِ (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ).
1497 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى أَوْفَى قَالَ كَانَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلاَنٍ». فَأَتَاهُ أَبِى بِصَدَقَتِهِ، فَقَالَ «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِى أَوْفَى». أطرافه 4166، 6332، 6359
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قلت: الأمور مرهونة بأوقاتها، وفي بعض الروايات إمّا أن يجيب دعوته؛ أو يدخر له ما هو خير مما سأل، وإطلاقُه المظلوم يشمل المؤمن والكافر.
فإن قلت: إرسال معاذ إلى يمن كان سنة ثلاثة قبل حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان الحج والصوم واجبين، فلِمَ لَمْ يذكرهما في الحديث؟ قلت: الغرض هنا الدعاء إلى الإسلام، وقد ذكرنا مرارًا أن الصلاة والزكاة أُمَّا العبادات، فمن قام بهما لم يُخل بشيء من الأركان، ألا ترى كيف اكتفى بهما في صدر سورة البقرة.
باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة
({خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} [التوية: 103]) هذه الآية نزلت في أبي أوفى، واسمه علقمة بن الحارث، تخلف هو وستةُ نفرٍ عن غزوة تبوك، فربطوا أنفسهم في السواري فأنزل الله فيهم: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} [التوبة: 102]، فقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توبتهم، فأتوا بصدقاتهم، فتوقف في أخذ الصدقة، فأنزل الله: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} أي: من .... الآثام {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 103]: ادع لهم.
1497 - (اللهم صلِّ على آل فلان) إقحام الآل للتعظيم؛ فإنه يضاف إلى ذوي الشرف والخطر، والصلاة مستلزمة للصلاة على ذي المال من باب الأولى. واستحب العلماء لأخذ الزكاة أن يدعو للمالك؛ إلا أنه لا يأتي بلفظ الصلاة؛ لأن هذا اللفظ خاص برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن كان معناه الدعاء، كما أن "جل جلاله" مخصوص بالله؛ وإن كانت الأنبياء والرسل أعزة