أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى الإِسْلاَمِ فَشَرَطَ عَلَيَّ: «وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» فَبَايَعْتُهُ عَلَى هَذَا، وَرَبِّ هَذَا المَسْجِدِ إِنِّي لَنَاصِحٌ لَكُمْ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

والوقار: الثبات في الأمور. وأصله الوِقْر وهو الثقل. والسكينة: التأني من السكون. (استَعْفوا لأميركم) أي: اطلبوا له العفوَ من الله، فإنَّه كان يحب العفو عن المجرم، عسى الله أن يعامله بما كان يعامل به النَّاس (ورَبِّ هذا المسجد إنِّي لناصحٌ لكم) وكأنه بدا لَهُ من بعض الحاضرين نوعُ إنكارِ، ولهذا بالَغَ في التأكيد، أو أراد ترويج كلامه. قال الذهبي: جرير بن عبد الله كان سيدًا مطاعًا في قومه، وكان بديعَ الجمال، أكرمه رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - وبَسَطَ له رداءه. أسلَمَ قبل انتقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى دار البقاء بأربعين يومًا، وقيل: ستة أشهر. هذا آخر كتاب الإيمان ونسأل الله تعالى أن يجعل آخر أيامنا به إنه على ذلك قدير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015