دَخَلْتُ الْجَنَّةَ. قَالَ «تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّى الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ». قَالَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا».
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِى حَيَّانَ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبُو زُرْعَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِهَذَا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
دخلت الجنة؟ قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان).
فإن قلت: لم يذكر في جواب السائل الأول قيد الفرض والكتابة وذكره هنا؟ قلت: هذا السائل أعرابي يحتاج إلى زيادة بيان؛ بخلاف الأوّل فإنه مخالط يعرف الفرائض وسائر الأحكام، أو ذكره ولكن لم يحفظ الراوي.
(قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا) في رواية "ولا أنقص".
فإن قلت: كيف حلف على عدم زيادة الخير؟ قلت: أجابوا بأنه كان وافد قومه، أراد أنه لا يزيد في إخبارهم به على ما سمع ولا ينقص، أو اليمين مصروفة إلى الفرض؛ أي: لا أزيد؛ أي: فرضًا آخر على ما سمعت.
(فلما ولى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا).
فإن قلت: جاء في الرواية الأخرى أنه قال - صلى الله عليه وسلم - أفلح: إن صدق"؟ قلت: إما أن يكون ذلك غير هذا، أو قال في وجهه: "أفلح إن صدق" ترغيبًا له، ولئلا ينفر فلما ولّى قال في شأنه هذا، أو لا يكون علم بكونه من أهل الجنة ثم أعلم بذلك.
(عن ابن حيان) -بفتح الحاء وتشديد المثناة تحت- هو يحيى بن سعيد بن حيان الذي تقدم ذكرهُ آنفًا، ذكره هناك باسمه وهنا بكنيته (عن أبي زرعة) -بضم المعجمة وسكون المهملة- اسمه هرم، وقيل: عمرو، وقيل: عبد الله، وقيل غير هذا.
قال بعض الشارحين: الحديث في هذا الطريق مرسل؛ لأن أبا زرعة تابعي، فليس له أن يقول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا على طريق الإرسال، والظاهر أنه وقع في نسخته سقط، وإلا في جميع النسخ عن أبي هريرة.