1 - باب فِي الْجَنَائِزِ، وَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
وَقِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَلَيْسَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ قَالَ بَلَى، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلاَّ لَهُ أَسْنَانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ، وَإِلاَّ لَمْ يُفْتَحْ لَكَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب الجنائز
باب من كان آخر كلامه لا إله إلا الله
هذه الترجمة بعضُ حديث اتفق أئمة الحديث على صحته.
(وقيل لوهب بن منبّه: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنّة؟) الاستفهام للتقرير بما يعلمه المخاطب لا لمفهوم الكلام، مثله قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36].
(قال: بلى ولكن ليس مفتاح إلا وله أسنان) أشار إلى أن لا إله إلا الله وإن كان أصل الكل في باب النجاة إلا أنَّه لا يكتفى به؛ ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بني الإسلام على خمس".
فإن قلت: أليس قد قال: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنّة"؟ قلت: إن المفتاح إذا كان له أسنان يدخل الجنّة مع السابقين الفائزين؛ وأما من قال لا إله إلا الله مجردًا وإن كان آخره الجنّة إلا أنَّه في مشيئة الله؛ إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه، وهذا معنى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48].
فإن قلت: لا بدّ من انضمام محمد رسول الله؟ قلت: معلوم من القواعد؛ ولذلك يكتفى به في أكثر المواضع، وكأن صدر الكلام صار لقبًا للمجموع.
فإن قلت: قد تفتح الباب من غير مفتاح؟ قلت: ذلك لا يتأتى في باب الجنّة.