انتقل المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ إلى القسم الثاني عشر وهو (الحديث المبهم) .

والحديث المبهم من مباحث الإسناد.

مبهم: اسم مفعول من " أَبْهَمَ ".

الحديث المبهم: عرفه المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ بأنه ما في إسناده راوٍ لم يُسَمْ، أي لم يعيّن ولم يحدّد.

إذاً الحديث المبهم: هو كل إسناد فيه راوٍ لم يعيّن.

فإذا قال الراوي حدثني رجل، أو حدثني رجل من أهل الحجاز، أو حدثني الثقة، أو حدثني رجل لقيته، أو حدثني من رأيت، أو حدثني من سمعت، أو حدثني من حجّ معي أو من سافر معي، فهذه كلها " مبهمة " بالنسبة للسامع، لأنه قد يكون هذا المبهم، معيّناً في ذهن المتكلم، لكن نحن لم نعرفه ولم نتبيّن منه.

مسألة: هل الحديث " المبهم " مخالف لتعريف الحديث الصحيح؟

نعم، لأنه انخرم عدالة الراوي وضبطه فنحن لا نعرفها.

مسألة: هل الحديث " المبهم " حسن؟ ليس بحسن.

إذاً الحديث " المبهم " من قسيم الحديث الضعيف لا نخرام الشروط التي في الصحيح والحديث الحسن.

من المسائل المهمة في الإبهام:

التفريق بين المبهم في الإسناد والمبهم في المتن:

أولاً: المبهم في الإسناد ينقسم إلى قسمين:

1) إبهام مؤثر.

2) إبهام غير مؤثر.

الإبهام المؤثر: إبهام الرجل الذي من طريقه يتصل الإسناد.

فهذا مضعِّفٌ للحديث، كأن يقول راوٍ حدثني رجل حدثني الزهري، هذا من طريقه الرجل هو الذي وصل السلسلة، فهذا مؤثر في الإسناد فيضعِّف الحديث.

الإبهام غير المؤثر: أن يذكر الإسناد مُبْهَماً لا تأثير له في السلسة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015