فقول المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ: " معتمد في ضبطه ونقله ": هذا من تكميل البيت وإلا فقد انتهت الأوصاف وهذا كثير جداً تجده في المنظومات يريد أن يبدأ ببيت جديد أوبمسألة جديدة فيحتاج إلى إكمال وأحيانا يذكر مثال ويتممه بمثال آخر.

انتهينا الآن من الحديث الصحيح، وقد ذكر أهل العلم مسائل كثيرة في هذا الباب منها:-

مسألة: ما أصح الأسانيد؟

نقول ليس هناك إسناد نقول عنه إنه أصح الأسانيد، فمن الذي يحكم بأنه أصح الأسانيد.

فلما آتي لمالك عن نافع عن بن عمر - رضي الله عنه -، ولما آتي للزهري عن سعيد عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، كيف أرجح؟ فكلا رجال هذين الإسنادين أئمة عدول ثقات ضابطون، فالاختيار لأحد الإسنادين تحكّم، لكن أهل العلم اصطلحوا اصطلاحاً أجود من هذا الكلام وهو قولهم " أصح الأسانيد بالنسبة لصحابي ما " فهذا جيد.

فلما آتي لابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ فله إسنادان من أفضل الأسانيد:-

1) مالك عن نافع عن بن عمر، هذا من أفضل الأسانيد.

2) الزهري عن سالم مولى بن عمر عن بن عمر، فهذا إسناد لابن عمر كالشمس.

ولما آتي لأبي هريرة - رضي الله عنه - هناك أسانيد كثيرة:-

1) معمر عن همام بن المنبه عن أبي هريرة، فهذه سلسلة ذهبية روى لها البخاري ومسلم كثيراً.

2) أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، فهذا أيضا إسناد لأبي هريرة كالشمس.

3) الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

ولما آتي لابن مسعود - رضي الله عنه - أقول مثلاً:-

- منصور عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن بن مسعود، هذا إسناد ذهبي.

هذا جيد أن الإنسان يحفظ هذه السلاسل، ولهذا جعل أهل العلم السلاسل معرفة لمن أراد أن يحفظ ويعرف الرجال.

قد يقول قائل: كيف أعرف السلاسل المطوّلة التي تدور عليها الأسانيد، فهناك أسانيد تدور عليها الأحاديث، فإذا حفظها الإنسان سقط عنه ثلاثة أرباع الأسانيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015