الدَّارِ ذَوُو عَدَدٍ فَاجْتَمَعُوا، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخَيْشِنِ أَوِ ابْنُ الدُّخْشُنِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ ذَلِكَ مُنَافِقٌ لاَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «لاَ تَقُلْ ذَلِكَ، أَلاَ تَرَاهُ قَدْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ». قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ فَإِنَّا نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. يَبْتَغِى بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ». قَالَ ابْنُ شِهَابٍ ثُمَّ سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِىَّ - وَهْوَ أَحَدُ بَنِى سَالِمٍ وَهُوَ مِنْ سَرَاتِهِمْ - عَنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَصَدَّقَهُ بِذَلِكَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
على ماء كثير فإذا نضج ذر عليه الدقيق و (ثاب) بالمثلثة وبالموحدة أي جاء واجتمع ويقال ثاب الرجل رجع بعد ذهابه وقالوا المراد بالدار ههنا المحلة و (الدخشن) بالدال المهملة المضمومة وبالمعجمة الساكنة وتنقيط الشين المضمومة وبالنون وروى مصغراً أيضاً ويقال أيضاً بكسر الدال والشين ويروى في صحيح مسلم بالميم بدل النون مصغراً ومكبراً. قوله (يريد بذلك وجه الله) أي ذات الله وهذه شهادة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له بإيمانه باطناً وبراءته من النفاق وبأنه قال مصدقاً بها متقرباً بها إلى الله تعالى فلا شك في صدق إيمانه وهو ممن شهد بدراً فلا يصح منه النفاق أصلاً قوله (نصيحته) فإن قلت نصحت له لا إليه. قلت قد تضمن معنى الانتهاء و (يبتغي) أي يطلب فإن قلت هذا يدل على أن العصاة لا يدخلون النار. قلت المقصود من التحريم تحريم التخليد جمعاً بينه وبين ما ورد من دخول أهل المعصية فيها وتوفيقاً بين الأدلة. قوله (الحصين) بضم المهملة والصاد المفتوحة وسكون التحتانية وبالنون. قال الغساني وكان أبو الحسن القابسي يهم في هذا الاسم فيقول الحضين بإعجام الضاد وهو ابن محمد الأنصاري المدني من ثقات التابعين و (السراة) بفتح السين جمع