ابْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى نُخَامَةً فِى الْقِبْلَةِ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى رُئِىَ فِى وَجْهِهِ، فَقَامَ فَحَكَّهُ بِيَدِهِ فَقَالَ «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِى صَلاَتِهِ، فَإِنَّهُ يُنَاجِى رَبَّهُ - أَوْ إِنَّ رَبَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ - فَلاَ يَبْزُقَنَّ أَحَدُكُمْ قِبَلَ قِبْلَتِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ». ثُمَّ أَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ فَبَصَقَ فِيهِ، ثُمَّ رَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ «أَوْ يَفْعَلْ هَكَذَا»
400 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى بُصَاقاً فِى جِدَارِ الْقِبْلَةِ فَحَكَّهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّى، فَلاَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والإسناد بعينه تقدم فى باب خوف المؤمن أن يحبط عمله. قوله (فى القبلة) أى فى حائط من جهة قبلة المسجد و (رؤى) أى شوهد أثر المشقة فى وجهه. قوله (قام فى صلاته) فان قلت ما الفرق بين قام فى الصلاة وقام الى الصلاة , قلت الأول يكون بعد الشروع والثانى عند الشروع والفاء فى فانه جواب اذا والجملة الشرطية قائمة مقام خبر الحروف المشبهة , فان قلت المناجاة والنجوى هو السر بين اثنين يقال نجوته نجوى أى ساررته وكذلك ناجيته فمناجاة الرب حقيقة أم مجاز قلت مجاز لأن القرينة صارفة عن إرادة الحقيقة اذ لا كلام محسوسا إلا من طرف العبد فالمراد لازمها نحو إرادة الخبر أو هو تشبيه أى كأنه يناجى ربه. النورى: المناجاة اشارة إلى إخلاص القلب وحضوره وتفريغه لذكر الله. قوله (فإنه يناجى ربه) وفى بعضها أو إن ربه. فان قلت ما معنى كون الرب بينه وبين القبلة اذ لا يصح على ظاهره لأن الله تعالى منزه عن الحلول فى المكان تعالى عنه. قلت معناه التشبيه أى كأنه بينه وبين القبلة. الخطابى: معناه أن توجهه إلى القبلة مفض بالقصد منه إلى ربه فصار فى التقدير كأنه مقصوده بينه وبين قبلته فأمر أن تصان تلك الجهة عن البزاق ونحوه من أثقال البدن. قوله (قبل) بكسر القاف وفتح الموحدة هو الجهة و (أو يفعل) عطف على المقدر بعد حرف الاستدراك أي