خَمْسٍ. وَهُوَ قَوْلٌ وَفِعْلٌ، وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
للتغليظات الواردة فيه نحو "ومن كفر فإن الله غني عن العالمين" ونحو "فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً" أو لعدم سقوطه بالبدل لوجوب الإتيان به إما مباشرةً وإما استنابة بخلاف الصوم وفي بعض الروايات جاء الصوم مقدماً على الحج وعليه وضع الكتب الفقهية وذلك لأن الصوم يتكرر كل سنة بخلاف الحج لكن البخاري قدم رواية تقديم الحج وأما توسط كتاب العلم بين الإيمان والصلاة فلسر ذكرناه في كتاب العلم ومنها أنه ميز الأجناس بالكتب والأنواع بالأبواب إشعاراً بما به الاشتراك وبما به الامتياز بين الأحاديث ثم ابتدأ في كل كتاب من كتبه بذكر البسملة عملاً بقوله: صلى الله عليه وسلم "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أجذم" وهذا وإن كان البسملة في أول الكتاب مغنية عنه لكنه كررها في كل كتاب لزيادة الاعتناء على التمسك بالسنة. قوله: (الإيمان) هو مشتق من الأمن وآمنه إذا صدقه وحقيقته أمنه التكذيب وقد يستعمل باللام نحو "وما أنت بمؤمن لنا" وقد يعدى بالباء عند تضمنه معنى الاعتراف نحو "يؤمنون بالغيب" كأنه قال يؤمنون معترفين بالغيب وفي الشرع تصديق خاص على الأصح وهو تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم بما علم مجيئه به ضرورة مع اختلاف فيه من أنه حقيقة شرعية بوضع الشارع واختراعه له أو مجاز لغوي. التيمي: الإيمان مشتق من الأمن لأن العبد إذا صدق الرسول صلى الله عليه وسلم أمن من القتل والعذاب. قوله: (وهو) الضمير راجع إلى الإيمان أو إلى الإسلام إن قلنا أنهما بمعنى واحد وإليه ميل البخاري. فإن قلت هو قول وفعل واعتقاد بالقلب بل الاعتقاد بالقلب هو الأصل فلم لم يذكره. قلت لا نزاع في أن الاعتقاد لابد منه والبحث في أن القول باللسان والفعل بالجوارح هل هما منه أم لا فلذلك ذكر ما هو المتنازع فيه أو نقول الفعل أعم من فعل الجوارح فيتناول فعل القلب لكنه يتوجه حينئذٍ أن يقال فلا حاجة إلى ذكر القول لأنه فعل اللسان. قال ابن بطال التصديق هو أول منازل الإيمان ويوجب للمصدق الدخول فيه ولا يوجب له استكمال منازله ولا يسمى مؤمناً مطلقاً وهذا المعنى أراد البخاري إثباته وعليه بوب الأبواب فقال باب أمور الإيمان باب الجهاد من الإيمان ونحوه وإنما أراد الرد على المرجئة في قوله: م الإيمان قول بلا عمل. التيمي: ضمير هو راجع إلى الإيمان قالت الأئمة الإيمان يزيد وينقص ولم يقولوا الإسلام يزيد وينقص قال وقال سفيان بن عيينة الإيمان قول وفعل يزيد وينقص فقال له أخوه إبراهيم لا تقل ينقص فغضب وقال اسكت يا صبي بل ينقص حتى لا يبقى منه شئ. قوله: (ويزيد وينقص) هذا على تقدير أن