كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ». وَقَالَ بَعْضُهُمْ كَانَ أَوَّلُ مَا أُرْسِلَ الْحَيْضُ عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ، وَحَدِيثُ النَّبِىِّ صَلَّى الله عليه وسلّم أَكْثَرُ
292 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ خَرَجْنَا لاَ نَرَى إِلاَّ الْحَجَّ، فَلَمَّا كُنَّا بِسَرِفَ حِضْتُ، فَدَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم وَأَنَا أَبْكِى قَالَ «مَا لَكِ أَنُفِسْتِ». قُلْتُ نَعَمْ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جملة تعليقات البخاري و (بنات آدم) حقيقة في البنات الصلبية لكن صار بحسب العرف أعم. قوله (على بني إسرائيل) خبر لكان. فإن قلت الحيض أرسل على بنات إسرائيل لا على بنيه. قلت يستعمل بنو إسرائيل ويراد به أولاده كما يراد من بني آدم أولاده أو المراد القبيلة، قوله (أكثر) أي أشمل لأنه يتناول بنات إسرائيل وغيرهن وفي بعضها أكبر بالموحدة لا بالمثلثة ووجد في بعضها بعد لفظ أكبر باب الأمر بالنفساء إذا نفس بضم النون في اللفظين وفتح الفاء في الأول وكسرها في الثاني، فإن قلت البحث في الحيض فما وجه تعلقه به، قلت المراد بالنفساء الحائض وتنفست حاضت، فإن قلت النفساء مأمورة لا مأمور بها، قلت الباء زائدة أو تقديره الأمر الملتبس بالنفساء. فإن قلت لم ذكر نفس والضمير راجع إلى نفساء، قلت باعتبار الشخص أو لعدم الالتباس إذ الحيض من خصائص النساء ولهذا لا يحتاج في لفظ الحائض إلى تاء التأنيث وكذا في طالق وحامل ونحوه. قوله (على) أي ابن المديني و (سفيان) أي ابن عيينة و (القاسم) هو ابن ممد بن أبي بكر الصديق وعائشة عمته رضي الله عنهم. قوله (لا نرى إلا الحج) أي ما كان الخروج إلا لقصد الحج لأنهم كانوا يظنون امتناع العمرة في أشهر الحج و (سرف) بفتح المهملة وكسر الراء وبالفاء غير منصرف موضع قريب من مكة، قوله (أنفست) قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: نفست بضم النون وفتحها في الحيض والنفاس لكن الضم في الولادة والفتح في الحيض أكثر وحكى صاحب الأفعال الوجهين فيهما جميعاً وفي شرح صحيح مسلم: المشهور في اللغة أن نفست بفتح النون وكسر الفاء معناه حاضت وأما في الولادة فيقال نفست أي بضم النون أيضاً وقال الهروي نفست بضم النون وفتحها في الولادة وفي الحيض