وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {ذُو الْجَلَالِ} الْعَظَمَةِ {الْبَرُّ} اللَّطِيفُ
6943 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ {أَحْصَيْنَاهُ} حَفِظْنَاهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
القلوب} أي مبدل الخواطر وناقض العزائم فإن قلوب العباد تحت قدرته يقلبها كيف يشاء. فإن قلت لم لا تحمله على حقيقته بأن يكون معناه يا جاعل القلب قلبا قلت لأن مظان استعماله ينبو عنه وفيه أن اعراض القلب كالإرادة ونحوها بخلق الله تعالى وهذا من الصفات الفعلية ومرجعه إلى القدرة وقيل سمي القلب به لكثرة تقلبه من حال إلى حال
وما سمي الإنسان إلا لنسيه ... ولا القلب إلا أنه يتقلب
{باب إن لله عز وجل مائة اسم إلا واحدا} في بعضها واحدة ولعلها باعتبار الكلمة أو هي للمبالغة في الوحدة نحو رجل علامة ورواية، قوله {تسع وتسعين} فإن قلت إن اعتبرت الأسماء بالنسبة إلى الذات وإلى الصفات الحقيقية فهي أقل منها قلت المراد أسماء من أحصاها دخل الجنة لا كل أسمائه الحسنى أو معاني الكل راجعة إليها. فإن قلت ما فائدة مائة إلا واحدا قلت التوكيد ودفع التصحيف أو الوصف بالعدد الكامل في أول الأمر. فإن قلت ما الحكمة في الاستثناء قلت الوتر أفضل من الشفع. إن الله وتر يحب الوتر ومنتهى الإفراد من غير التكرار تسعة وتسعون لأن مائة واحدا يتكرر فيه الواحد وقيل الكمال من العدد في المائة لأن الألوف ابتداء آحاد أخر يدل عليه عشرات الألوف ومئاتها فأسماء الله تعالى مائة وقد استأثر الله تعالى بواحد منها وهو الاسم الأعظم لم يطلع عليه عباده وكأنه قال مائة لكن واحدا منها عند الله تعالى ويحتم أن يقال الله هو المستثنى يعني له مائة فبعد الاسم الأعظم الذي هو الله له مائة إلا واحدا، قوله {أحصاها} أي حفظها وعرفها لأن العارف لا يكون إلا مؤمنا والمؤمن يدخل الجنة لا محالة أو عددها معتقدا لها أو أطاف القيام بها والعمل بمقتضاها والأول أولى