ابْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا إِذْ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ لَكَ فِي فُلَانٍ يَقُولُ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلَانًا فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا فَلْتَةً فَتَمَّتْ فَغَضِبَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ فَإِنَّهُمْ هُمْ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الله بن عتبة) بضم المهملة وسكون الفوقانية وبالموحدة و (أقرئ) أي القرآن وفيه أن العلم يأخذه الكبير عن الصغير و (منزله) أي عبد الرحمن و (حجها) أي عمر و (لو رأيت) جزاؤه محذوف نحو لرأيت عجبًا أو هو للتمني و (فلانا) هو رجل من الأنصار. فإن قلت لو حرف لازم أن يدخل على الفعل وههنا دخل على الحرف. قلت قد هو في تقدير الفعل إذ معناه لو تحقق موته أو قد مقحم و (الفاتنة) بفتح الفاء وتسكين اللام وبالفوقانية فجأة من غير نذير أي بايعوه فجأة وتمت المبايعة عليه وكذلك أنا لو بايعت فلانا لهم أيضا و (يغصبوهم) في بعضها يغصبونهم وهو لغة لقوله تعالى «أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح» وهو تشبيههم ان بما المصدرية فلا ينصبون بها أي الذين يقصدون أمورًا ليس ذلك وظيفتهم ولا لهم مرتبة ذلك فيريدون يباشرونها بالظلم والغصب وفيه رفع مثل هذا الكلام إلى الامام وغضبه على قائله إذا كان باطلا. قوله (رعاع) بفتح الراء وتخفيف المهملة الأولى الاحداث وأرذل الناس و (غوغاءهم) بفتح المعجمتين وبالمد الكثير المختلط من الناس و (يغلبون) أي هم الذين يكونون قريبا منك عند قيامك للخطبة لغلبتهم ولا يتركون المكان القريب إليك لأولى النهى من الناس