أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا النَّاسُ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً

بَاب الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ

6113 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ح وحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ جُنْدَبًا

ـــــــــــــــــــــــــــــ

حقي منه وكل من ولى شيئا على قوم فهو ساعيهم مثل سعاة الزكاة وأما اليوم فقد ذهبت الأمانة فلست أثق اليوم بأحد أأتمنه على بيع أو شراء إلا فلانا وفلانا يعني أفرادا من الناس قلائل قالوا حمل المبايعة على بيعة الخلافة وغيرها من التحالف في أمور الدين خطأ لأن النصراني لا يعاقد عليها ولا يبايع بها فإن قلت رفع الأمانة ظهر في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فما وجه قول حذيفة أنا أنتظره، قلت المنتظر هو الرفع بحيث يقبض أثرها مثل المجل ولا يصح الاستثناء بمثل إلا فلانا وفلانا وهذا الحديث من أعلام النبوة. قوله (راحلة) هي النجيبة المختارة الكاملة الأوصاف الحسنة المنظر وقيل الراحلة الجمل النجيب والهاء المبالغة أي الناس كثير والمرضي منهم قليل كما أن المائة من الإبل لا تكاد تجد فيها راحلة واحدة قال بعضهم المراد به القرون التي في آخر الزمان لأن قرن الصحابة والتابعين وأتباعهم شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بالفضل أقول لا حاجة إلى هذا التخصيص لاحتمال أن يراد أن المؤمنين منهم قليلون. الخطابي: يؤول بوجهين أحدهما أن الناس في أحكام الدين سواء لا فضل فيهما الشريف على مشروف ولا لرفيع على وضيع كالإبل المائة التي لا يكون فيها راحلة وهي التي ترحل لتركب و (الراحلة) فاعلة بمعنى مفعولة أي كلها حمولة تصلح للحمل ولا تصلح للرحل والركوب عليها والعرب تقول للمائة من الإبل إبل ويقال لفلان إبل أي مائة من الإبل وإبلان إذا كان له مائتان والثاني أن أكثر الناس أهل نقص وأهل الفضل عددهم قليل بمنزلة الراحلة في الإبل المحمولة كما قال تعالى «ولكن أكثر الناس لا يعلمون» (باب الرياء والسمعة) بضم السين المهملة ما يتعلق بحاسة السمع والرياء ما يتعلق بحاسة البصر أي ما يعمله ليراه الناس ويسمعوه لا لله تعالى. قوله (سلمة) بفتحتين ابن كهيل مصغر الكهل الكوفي وكلمة ح إشارة إلى التحويل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015