قَالَ وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنْ الدُّلْجَةِ وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا
6078 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ
6079 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
السداد وهو القصد في القول والعمل واختيار الصواب منهما و (قربوا) أي لا تبلغوا النهاية بل تقربوا منها و (الدلجة) بضم الدال وفتحها السير بالليل والادلاج بسكون الدال السير أوله وبالتشديد السير آخره و (القصد) أي ألزموا الوسط والاستقامة (تبلغوا) المنزل الذي هو مقصدكم شبه المتعبدين بالمسافرين وقال لا تستوعبوا الأوقات كلها بالسير اغتنموا أوقات نشاطكم وهو أول النهار وآخره وبعض الليل واحموا أنفسكم فيما بينهما لئلا تنقطع بكم، قال تعالى «وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل» مر في الإيمان، قوله (سليمان) هو ابن بلال و (موسى بن عقبة) بضم المهملة وسكون القاف وبالموحدة، فإن قلت ما التلفيق بين الحديث وقوله تعالى «وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعلمون» قلت هو أن يقال الباء ليست للسببية بل الإلصاق أو المقابلة أو جنة خاصة هي بسبب الأعمال، وقال بعضهم: دخول الجنة بفضل الله والدرجات فيها بالأعمال فالحديث في دخولها والآية في درجاتها جاء صريحًا في سورة النحل أن الدخول بالعمل قال تعالى «ادخلوا الجنة بما كنتم تعلمون» وتقدم هذا البحث في كتاب الإيمان، قوله (أدومها) فإن قلت الدائم كيف يكون قليلا إذ معنى الدوام شمول الأزمنة مع أنه غير مقدور أيضًا قلت المراد من الدوام المواظبة العرفية وهي الإتيان بها في كل يوم أو كل شهر بقدر ما يطلق عليه عرفا اسم المداومة، قوله (محمد بن