كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ قَالَ نَعَمْ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ لَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ
وَقَالَ إِسْحَاقُ سَمِعْتُ أَنَسًا مَاتَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ فَقَالَ كَيْفَ الْغُلَامُ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ هَدَأَ نَفَسُهُ وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الحارث بن نوفل) بفتح النون والفاء وسكون الواو بينهما الهاشمي و (حاطه) أي كلأه ورعاه و (الضحضاح) باعجام الضادين وإهمال الحائين القريب القعر أي رقيق خفيف قال ابن بطال فيه أن الله تعالى قد يعطي عوضًا من أعماله التي مثلها يكون قربة لأهل الإيمان لأن أبا طالب نفعه نصرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحياطته به حيث خفف عنه العذاب به وذلك لنصرته له لقرابته منه ولهذا لا يخفف عن أبي لهب مع أنه عمه أيضًا قال وفيه جواز تكنية المشرك على وجه التألف وغيره من المصالح، فإن قلت: ما وجه تكنية أبي لهب قلت قيل كان وجهه يلتهب جمالا فجعل الله تعالى ما كان يفتخر به في الدنيا ويتزين به سببا لعذابه أقول هذه التكنية ليست للإكرام بل للإهانة إذ هو كناية عن الجهنمي إذ معناه معناه تبت يدا جهنمي قال في الكشاف، فإن قلت: لم كناه والتكنية تكرمة قلت فيه أوجه أحدهما أن يكون مشتهرا بالكنية دون اسم فلما أريد تشهيره بدعوة السوء ذكر أشهر الاسمين والثاني أنه كان اسمه عبد العزي فعدل عنه إلى كنيته والثالث أنه لما كان من أهل النار ومآله إلى النار ذات لهب وافقت حاله كنيته فكان جديرًا بأن يذكرها والله أعلم (باب المعاريض) الجوهري، التعريض خلاف التصريح وفيه المعاريض وهي التورية بالشيء عن الشيء أن في المعاريض لمندوحة أي سعة، قوله (مندوحة) بفتح الميم وسكون النون وضم المهملة الأولى السعة والمتسع وقيل غنية وكفاية، قوله (إسحاق) أي ابن عبد الله بن أبي طلحة زيد وهو زوج أم أنس وهي أم سليم مصغر السلم وقال (كيف الغلام) حين كان جاهلا بموته وأما الجواب فكان بعد موته عالمة به و (هدأ) إذا سكن و (النفس) بفتح الفاء مفرد الأنفاس وبسكونها مفرد النفوس أرادت به سكون النفس بالموت والاستراحة من بلاء الدنيا وظن أبو طلحة أنها تريد سكونه