وَأَطْعِمْنَا فَلَمَّا صَحُّوا قَالُوا إِنَّ الْمَدِينَةَ وَخِمَةٌ. فَأَنْزَلَهُمُ الْحَرَّةَ فِى ذَوْدٍ لَهُ فَقَالَ «اشْرَبُوا أَلْبَانَهَا». فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا رَاعِىَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَاسْتَاقُوا ذَوْدَهُ، فَبَعَثَ فِى آثَارِهِمْ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ، فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَكْدُمُ الأَرْضَ بِلِسَانِهِ حَتَّى يَمُوتَ. قَالَ سَلاَّمٌ فَبَلَغَنِى أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ لأَنَسٍ حَدِّثْنِى بِأَشَدِّ عُقُوبَةٍ عَاقَبَهُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَحَدَّثَهُ بِهَذَا. فَبَلَغَ الْحَسَنَ فَقَالَ وَدِدْتُ أَنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْهُ.
5335 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - أَنَّ نَاساً اجْتَوَوْا فِى الْمَدِينَةِ فَأَمَرَهُمُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِيهِ - يَعْنِى الإِبِلَ - فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَلَحِقُوا بِرَاعِيهِ فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا، حَتَّى صَلَحَتْ أَبْدَانُهُمْ فَقَتَلُوا الرَّاعِىَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
سبع وستين ومائة و (ناساً) أي قوماً (من عرينة) بضم المهملة وفتح الراء وإسكان التحتانية وبالنون و (سقم) بالمفتوحتين وبالضم وسكون القاف و (وخمة) بكسر المعجمة أي غير موافقة لساكنها و (الحرة) أرض ذات حجارة سود و (الذود من الإبل) ما بين الثلاث إلى العشر و (يكدم) بالضم والكسر من الكدم بالمهملة وهو العض بأدنى الفم كالحمار و (الحجاج) هو ابن يوسف الثقفي حاكم العراق و (الحسن) هو البصري، وقال (وددت) لأن الحجاج كان ظالماً يتمسك في الظلم بأدنى شيء. قوله (همام) هو ابن يحيى بن دينار و (اجتووا) أي كرهوا المقام بالمدينة. فإن قلت: كيف جوز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم شرب البول. قلت: للمداواة أو كان ذلك