أَخْبَرَنِى عَاصِمٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضى الله عنهما - أَنَّ ابْنَةً لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ وَهْوَ مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَسَعْدٍ وَأُبَىٍّ نَحْسِبُ أَنَّ ابْنَتِى قَدْ حُضِرَتْ فَاشْهَدْنَا فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا السَّلاَمَ وَيَقُولُ «إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى وَكُلُّ شَىْءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى فَلْتَحْتَسِبْ وَلْتَصْبِرْ». فَأَرْسَلَتْ تُقْسِمُ عَلَيْهِ، فَقَامَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - وَقُمْنَا، فَرُفِعَ الصَّبِىُّ فِى حَجْرِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ فَفَاضَتْ عَيْنَا النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قال ابن بطال: فيه الدعاء بدفع المرض، والرغبة في العافية، وهذا رد على الصوفية في قولهم: الولي لا تتم له الولاية حتى يرضى بجميع ما نزل به من البلاء ولا يدعو في كشفه. قوله (أبو عثمان) هو عبد الرحمن النهدي بفتح النون وتسكين الهاء وبالمهملة و (سعد) أي ابن عبادة و (نحسب) أي يظن الراوي أن أبياً معه أي لا يجزم بمصاحبة أبي بن كعب في ذلك الوقت ويدل عليه ما سيجيء في كتاب النذور حيث قال: ومع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسامة، وسعد، وأبي أو أبي على الشك بين ابن كعب. وأبي أسامة، وهو زيد بن حارثة، ويحتمل أن يكون معناه فظن الراوي أنها أرسلت أن ابنتي قد حضرت أي لا يقطع بالبنت لما تقدم في كتاب الجنائز في باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يعذب الميت. أنها أرسلت أن ابناً لي قبض. قال ابن بطال: وهذا الحديث لم يضبطه الراوي فمرة قال ان ابنتي قد حضرت ومرة قال فرفع الصبي فأخبر مرة عن صبية وأخرى عن صبي، وفيه أن عيادة الطفل صلة لآبائه وموعظة لهم وتصبيرهم على ما نزل بهم. قوله (حضرت) بلفظ المجهول أي حضرتها الوفاة و (لتحتسب) أي لتطلب الأجر من عند الله ولتجعل الولد في حسابه لله راضية بقضائه و (لحجر) بفتح الحاء وكسرها و (النفس) بسكون الفاء و (تقعقع) أي تضطرب وتتحرك كأن لها صوتاً. وقال سعد ما هذا لأنه استغرب ذلك منه لأنه يخالف ما عهده منه من مقاومة المصيبة بالصبر. فقال: أنها أثر رحمة جعلها الله في قلوب الرحماء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015