ابْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِى أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِىُّ صَلَّى الله عليه وسلّم يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِى تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَطُهُورِهِ وَفِى شَانِهِ كُلِّهِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(حفص) بالحاء والصاد المهملتين ابن عمر بن الحارث بن سخبرة بفتح المهملة وسكون المعجمة وبفتح الموحدة وبالراء الأزدى أبو عمر الحوضى البصرى كان أبيض الرأس واللحية. قال أحمد هو نبت متقن لا يؤخذ عليه حرف مات بالبصرة سنة خمس وعشرين ومائتين. قوله (أشعث) بفتح الهمزة وسكون المنطقة وفتح المهملة وبالمثلثة (ابن سليم) بصيغة التصغير من ثقات شيوخ الكوفيين مات سنة خمس وعشرين ومائة. قوله (أبى) يعنى سليم بن الاسود المحاربى بضم الميم وبالمهملة وبالراء والموحدة الكوفى أبو الشعثاء التبعى سئل عنه أبو حاتم. فقال هو لا سأل عنه أى لشهرة ثقته مات سنة اثنتين وثمانين بعد الجماجم. قوله (مسروق) هو هو ابن الأجدع الكوفى أسلم قبل وفاة النبى صلى الله عليه وسلم وأدرك الصدر الأول من الصحابة وكانت عائشة أم المؤمنين قد تبنت مسروفا فسمى ابنته عائشة فكنى بأبى عائشة مر فى باب علامات المنافق. قوله (يعجبه) بضم الأول يقال أعجبنى هذا الشىء لحسنه (وفى تنعله) أى فى لبسه النعل (وترجله) أى فى تمشيطه الشعر (وطهوره) أى فى تطهره والطهور بضم الطاء ولا يجوز فتحه هنا على ما تقدم من الفرق بينهما على ما هو المشهور وعليه الجمهور. قوله (فى شأنه) وفى بعضها وفى شأنه بالواو العاطفة. فان قلت ما وجهه على تقدير عدمها. قلت فيه غموض لأن ظاهره البدل بأعادة تكرير العامل ولا يصح أن يكون بدل الكل من الكل لأن الشأن أعم من هذه الثلاثة ولا بدل البعض لأنه ليس بعضا من المتقدم ولا بدل الاشتمال اذ شرطه أن يكون بينهما ملابسة بغير الجزئية والكلية وههنا الشرط منتف ولا بدل الغلط لأنه لا يقع فى فصيح الكلام. فان قلت فما قولك فيه. قلت هو بدل الاشتمال ومرادهم بانتفاء الجزئية والكلية بينهما هما المذكورتان فى بدل الكل وبدل البعض وهو أن لا يكون الثانى عين الأول ولا بعض الاول وهذا بعكس ذلك اذ الأول بعض الثانى أو هو بدل الغلط وقد يقع فى الكلام الفصيح قليلا ولا منافاة بين الغلط والبلاغة أو هو بدل الكل من الكل اذ الطهور مفتاح أبواب العبادات كلها والترجيل يتعلق بالرأس والتنعل بالرجل فكأنه شمل جميع الأعضاء من الرأس الى القدم فهو كبدل الكل من الكل أو قسم آخر خامس للابدال الأربعة على ما بينه بعض النجاة متمسكين بقولهم نظرت الى القمر فلكه وبقول الشاعر