باب المؤمن يأكل في معي واحد

5048 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَاكُلُ حَتَّى يُؤْتَى بِمِسْكِينٍ يَاكُلُ مَعَهُ، فَأَدْخَلْتُ رَجُلاً يَاكُلُ مَعَهُ فَأَكَلَ كَثِيراً فَقَالَ يَا نَافِعُ لاَ تُدْخِلْ هَذَا عَلَىَّ سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «الْمُؤْمِنُ يَاكُلُ فِى مِعًى وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ يَاكُلُ فِى سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ».

5049 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ أَخْبَرَنَا

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(محمد بن بشار) بإعجام الشين و (واقد) بالقاف والمهملة ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب و (المعي) بكسر الميم مقصوراً جمعه أمعاء بالمد وإنما عدي الأكل بفي على معنى أوقع الأكل فيها وجعلها مكاناً للمأكول قال تعالى (إنما يأكلون في بطونهم ناراً) أي ملء بطونهم. فإن قلت كثير من المؤمنين يأكلون كثيراً والكافر بالعكس قلت مراده أن من شأن المؤمن التقليل وشأن الكافر التكثير فجاز أن يوجد منها خلاف ذلك أو هو باعتبار الأعم الأغلب. فإن قلت ما وجه التخصيص بالسبعة قلت للمبالغة وقال الأطباء لكل إنسان سبعة أمعاء المعدة ثم ثلاثة متصلة بها رقاق ثم ثلاثة غلاظ قالوا أسمائها: الاثنا عشري والصائم والقولون واللفائفي بالفائين وقيل بالقافين وبالنون والمستقيم والأعور فالمؤمن يكفيه ملء أحدها والكافر لا يكفيه إلا ملء كلها النووي: يحتمل أن يراد بالسبعة صفات هي الحرص والشره وطول الأمل والطمع وسوء الطبع والحسد والسمن وبالواحد في المؤمن سد رمقه. وقال القاضي البيضاوي: أراد به أن المؤمن يقل حرصه على الطعام ويبارك له في مأكله فيشبع نم القليل والكافر كثير الحرص لا يطمح ببصره إلا إلى المطاعم والمشارب كالأنعام فمثل ما بينهما في التفاوت في الشره بما بين من يأكل في معي واحد ومن يأكل في سبعة أمعاء وقيل أنه في حق رجل واحد بعينه فقيل له على وجه التمثيل لأن كل كثير الأكل ناقص الإيمان وقيل المقصود التقلل من الدنيا والحث على الزهد فيها لا الأكل بخصوصه مع أن قلة الأكل من محاسن أخلاق الرجل وإنما قال ابن عمر لا يدخل لأنه أِبه الكفار فكره مخالطته. قوله (محمد بن سلام) بتخفيف اللام وتشديدها و (عبدة) ضد الحرة و (ابن بكير)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015