باب من حمل معه الماء لطهوره

وقال أبو الدرداء أليس فيكم صاحب النعلين والطهور والوساد

151 - حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الله صلى الله عليه وسلم وهو من كلام أحد الرواة والظاهر أنه من كلام عطاء. قال ابن بطال: الاستنجاء بالماء ليس بالمبين في هذا الحديث لأن قوله يعني يستنجى به ليس من قول أنس وإنما هو من قول أبي الوليد الطيالي فيحتمل أن يكون الماء لطهوره أو لوضوءه وكيف وقد قال بعضهم إنما ذلك وضوء النساء وأما الرجال فاستنجاؤهم إنما هو بالأحجار واحتج الطحاوي على الاستنجاء بالماء لقوله تعالى (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين).قال الشعبي لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أهل قباء ماهذا الثناء الذي أثنى الله عليكم قالوا ما منا أحد إلا وهو يستنجى بالماء (باب من حمل معه الماء لطهوره) الطهور بفتح الطاء هو الماء الذي يتطهر به وبضمها هو الفعل الذي هو المصدر وهو المشهور وقد حكى الفتح فيهما وكذا الضم فيهما والطهارة أصلها النظافة والتنزه وفي بعضها لطهور بدون الضمير المضاف إليه. قوله (أبو الدرداء) ممدود اسمه عويمر بن زيد بن قيس ويقال عويمر بن مالك بن عبد الله بن قيس الأنصاري روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وتسعة وسبعون حديثا خرج البخاري خمسة أحاديث وفرض له عمر رضي الله عنه رزقا فألحقه بالبدريين لجلالته وولى قضاء دمشق في خلافة عثمان مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين وقبره بباب الصغير من دمشق. قوله (صاحب النعلين) أي نعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان يلبسه إياها إذا قام فإذا جلس أدخلها في ذراعه وأما الطهور ههنا فهو بفتح الطاء لا غير قطعا إذا المراد صاحب الماء الذي يتطهر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما في الترجمة فهو بضمها ظاهرا على اللغة المشهورة و (الوساد) هو المخدة وكذا الوسادة والمراد منه عبد الله بن مسعود الصحابي ابن الصحابية والمشهور في مناقبه أنه صاحب السواد بتقديم السين على الواو وسيأتي في كتاب فضائل الصحابة ولعل السواد والوساد هما بمعنى واحد وكأنهما من باب القلب والمقصود منه أنه صاحب السرار يقال ساودته مساودة وسوادا أي ساررته وأصله أدنى سوادك من سواده وهو الشخص ويحتمل أن يحمل على معنى المخدة لكنه لم يثبت ذلك والله أعلم وهو من كبار الصحابة ومن السابقين الأولين شهد المشاهد كلها أسلم وكان سادس سنة صاحب الهجرتين المشهود له بالجنة تقدم ذكره في كتاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015