حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ آيَةً سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِلَافَهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ فَاقْرَأَا أَكْبَرُ عِلْمِي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(عبد الله بن الصامت) بن جنادة بالجيم والنون والمهملة الغفارى ابن أخي أبي ذر روى عن عمر ابن الخطاب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الحديث المتقدم وقال البخارى (والرواية عن جندب أصح اسنادا وأكثر من الرواية عن عمر) يعنى في هذا الحديث. الطيبى: معناه اقرؤوه على مشاط منكم وخواطركم مجموعة فاذا حصل لكم ملالة فاتركوه فانه أعظم من أن يقرأه أحد من غير حضور القلب. أقول الظاهر أن المراد اقرؤا مادام بين أصحاب القراءات ائتلاف والا فقوموا عنه. قوله (سليمان بن حرب) ضد الصلح و (عبد الملك بن ميسرة) ضد الميمنة الهلالى و (النزال) بفتح النون وشدة الزاي ابن سبرة بفتح المهملة وإسكان الموحدة. قوله (محسن) أي في القراءة وقيل الاحسان راجع إلى ذلك الرجل بقراءته وإلى ابن مسعود بسماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى تحريه في الاحتياط ومر في كتاب الخصومات. قوله (أكثر علمى) بالمثلثة والموحدة أي غالب ظنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من كان قبلكم اختلفوا فأهلكوا وفي بعضها فأهلكهم أي الله تعالى واعلم أن الاختلاف المنهى عنه هو الخارج عن اللغات السبع أو ما لا يكون متواترا وأما غيره فهو رحمة فلا بأس به وذلك مثل الاختلاف بزيادة الواو ونقصانها في (قالوا اتخذ الله ولدا) وقالوا والجمع والافراد كطى السجل للكتب والكتاب والتأنيث نحو لتحصنكم من بأسكم واختلاف التصريف كقوله كذابا وكذابا بالتخفيف والتشديد ومن يقنط بالفتح والكسر والنحوى نحو ذي العرش المجيد بالرفع والجر واختلاف الأدوات مثل ولكن الشياطين بتشديد النون وتخفيفها واختلاف اللغات كالا مالة والتفخيم وقد فسر بعضهم انزال القرآن على سبعة أحرف بهذه الوجوه من الاختلاف ولنختم كتاب الفضائل بفائدة ذكرها محي السنة قال رحمة الله: الصحابة جمعوا بالاتفاق القرآن بين الدفتين متواترا من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه وكتبوه كما سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم من غير أن