أَيْ بِعَمَلِي أَنَا مَحْقُوقٌ بِهَذَا وَقَالَ غَيْرُهُ {سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} قَدَّرَهَا سَوَاءً {فَهَدَيْنَاهُمْ} دَلَلْنَاهُمْ عَلَى الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَقَوْلِهِ {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} وَكَقَوْلِهِ {هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} وَالْهُدَى الَّذِي هُوَ الْإِرْشَادُ بِمَنْزِلَةِ أَصْعَدْنَاهُ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهْ} {يُوزَعُونَ} يُكَفُّونَ {مِنْ أَكْمَامِهَا} قِشْرُ الْكُفُرَّى هِيَ الْكُمُّ وَقَالَ غَيْرُهُ وَيُقَالُ لِلْعِنَبِ إِذَا خَرَجَ أَيْضًا كَافُورٌ وَكُفُرَّى {وَلِيٌّ حَمِيمٌ} الْقَرِيبُ {مِنْ مَحِيصٍ} حَاصَ عَنْهُ أَيْ حَادَ {مِرْيَةٍ} وَمُرْيَةٌ وَاحِدٌ أَيْ امْتِرَاءٌ وَقَالَ مُجَاهِدٌ {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} هِيَ وَعِيدٌ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} الصَّبْرُ عِنْدَ الْغَضَبِ وَالْعَفْوُ عِنْدَ الْإِسَاءَةِ فَإِذَا فَعَلُوهُ عَصَمَهُمْ اللَّهُ وَخَضَعَ لَهُمْ عَدُوُّهُمْ {كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}
4497 - حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(وأما ثمود فهديناهم) يعني الهداية بمعنى الدلالة المطلقة فيه وفي أمثاله نحو هديناه السبيل وأما التي بمعنى الدلالة الموصلة إلى البغية وعبر عنها البخاري بالإرشاد والإسعاد فهو في قوله تعالى «أولئك الذين هدى الله» ونحوه وغرضه أن الهداية في بعض الآيات بمعنى الدلالة الموصلة إلى المقصود وهل هو مشترك فيهما أو حقيقة أو مجاز فيه خلاف وقال (فهم يوزعون) أي يكفون ويمنعون وقال (وما تخرج من ثمرات من أكمامها) جمع الكم وهو وعاء الطلع و (الكافور) والكفري بضم الكاف وفتح الفاء وشدة الراء وبالقصر الطلع وقال (مال هم من محيص) أي محيد يعني مفراً وقال (اعملوا ما شئتم) يعني الأمر للتهديد والوعيد وقال (كأنه ولى حميم) أي قريب وقال (وقدر فيها أقواتها) أي أرزاقها وقال (وأوحى في كل سماء أمرها) أي ما أمر به وقال (وقيضنا لهم قرناء) أي قدرنا وقال (تتنزل عليهم الملائكة) أي عند الموت وقال (ليقولن هذا لي) أي بعملي