قَالَ مُجَاهِدُ مَجَازُهَا مَجَازُ أَوَائِلِ السُّوَرِ وَيُقَالُ بَلْ هُوَ اسْمٌ لِقَوْلِ شُرَيْحِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الْعَبْسِيِّ
يُذَكِّرُنِي حاميم وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ ... فَهَلَّا تَلَا حاميم قَبْلَ التَّقَدُّمِ
{الطَّوْلِ} التَّفَضُّلُ {دَاخِرِينَ} خَاضِعِينَ وَقَالَ مُجَاهِدٌ {إِلَى النَّجَاةِ} الْإِيمَانُ {لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ} يَعْنِي الْوَثَنَ {يُسْجَرُونَ} تُوقَدُ بِهِمْ النَّارُ {تَمْرَحُونَ} تَبْطَرُونَ وَكَانَ الْعَلَاءُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصابيح المراد به طول بقائه لا أنه لا يبلى أصلاً لأنه خلاف المحسوس والحكمة فيه أنه قاعدة بدن الإنسان وأصله الذي يبني عليه فبالحري أن يكون أصلب من الجميع كقاعدة الجدار وإذا كان أصلب كان أبقي. قال النووي: هذا مخصوص بالأنبياء فإن الله تعالى حرم على الأرض أجسادهم (سورة المؤمن) قوله (مجازها) بالجيم والزاي طريقها أي حكمها حكم سائر الحروف المقطعة التي في أوائل السور في أنها للتنبيه على أن القرآن من جنس هذه الحروف ولقرع العصا عليهم وقيل أنه اسم علم للسورة وقيل للقرآن و (شريح) مصغر الشرح بالمعجمة والراء وبالمهملة ابن أوفى بفتح الهمزة والفاء وإسكان الواو بينهما وبالقصر العبسي بفتح المهملة الأولى وسكون الموحدة بينهما و (شجر الرمح) اجتذبه وقصته أن محمد بن طلحة بن عبيد الله القرشي كان يوم الجمل كلما حمل عليه رجل يقول نشدتك بحم حتى شد عليه شريح فقتله وأنشد يقول:
* يذكرني حاميم والرمح شاجر*
وقيل المراد بقوله «حم» قوله تعالى «قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى» وأما وجه الاستدلال به فهو أنه أعربه ولو لم يكن اسماً بل حروف هجاء لما دخل فيه الإعراب، قوله (شديد العقاب ذي الطول) أي التفضل وقال تعالى (أدعوكم إلى النجاة) أي إلى الإيمان وقال (ليس له دعوة) أي للوثن وقال (سيدخلون جهنم داخرين) أي خاضعين وقال (بما كنتم تمرحون)