كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}
4484 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} قَالَ مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الكوفي (وأبو ذر) بتشديد الراء جندب الغفاري و (الحميدي) بضم الحاء عبد الله و (وكيع) بفتح الواو وكسر الكاف وبالمهملة. الخطابي (لمستقر لها) أي لأجل أجل وقدر لها إلى انقطاع مدة بقاء العالم وقيل مستقرها غاية ما تنتهي إليه في صعودها وارتفاعها لأطول يوم من الصيف ثم تأخذ في النزول حتى تنتهي إلى أقصر مشارق الشتاء لأقصر يوم منه ولا منكر أن يكون لها استقرار تحت العرش من حيث لا ندركه وإنما هو إخبار عن غيب ويحتمل أن يكون المعنى أن علم ما سئلت عنه من مستقرها تحت العرش في كتاب كتب فيه مبادئ أمور العالم ونهاياتها والوقت الذي تنتهي إليه مدتها وتستقر عند ذلك وتبطل حركتها وفي الحديث إخبار عن سجودها تحت العرش ولا بعد أن يكون ذلك عند محاذاتها العرش في مسيرها وليس في سجودها لربها كونها تحته ما يعوقها عن الدأب في سيرها قال وهذا ليس مخالفاً لقوله تعالى «تغرب في عين حمئة» لأنها نهاية يدرك البصر إياها حال الغروب وأما مسيرها تحت العرش للسجود فإنما هو بعد الغروب وليس معناه أنها تسقط في تلك العين بل هو خبر عن الغاية التي بلغها ذو القرنين في مسيرها ووجدها تتدلى عند غروبها فوق هذه العين أو على سمتها وكذلك من كان في البحر يرى كأنها تغرب في البحر وإن كانت