عَلِىٍّ قَالَ كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ أَنْ يَسْأَلَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ فَقَالَ «فِيهِ الْوُضُوءُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أسند محمد بن الحنفية مات سنة ثمانين او اربع عشرة ومائة وفي هذا الاسناد ان التابعي يعني الاعمش يروي عن غير التابعي يعني منذرا وان الرجلين الاولين بصريان والوسطين كوفيان والاخيرين هاشميان حجازيان، قوله) مذاء (بصيغة المبالغة والمذي ماء رقيق يخرج عند الملاعبة والتقبيل لا بشهوة ولا تدفق ولا يعقبه فتور وربما لا يحس بخروجه وهو في النساء أكثر منه في الرجال وفي المذي لغات سكون الذال وكسرها مع تشديد الباء وتخفيفها والأولان مشهوران وأولاهما أفصحهما وأشهرهما ونقول منه مذي الرجل بالفتح والمذي بالألف ومذى بالتشديد كما أن مني الرجل وامني ومنى بمعنى والودي ماء يخرج بعد البول يكون من البرودة قال الأموي المذي والودي مشددتان كالمني. قوله) فأمرت المقداد (بكسر الميم وسكون القاف وبالمهملتين ابن عمر وبن ثعلبة لبهراني الكندي ويقال له ابن الأسود لان الأسود بن عبد يغوث رباه أو تبناه أو خالف أو تزوج بأمه ويقال له الكندي لأنه أصاب دما في بهران فهرب منهم إلى كندة فخالفهم ثم أصاب منهم دما فهرب إلى مكة فخالف الأسود وهو قديم الصحبة من السابقين في الإسلام قيل انه سادس سنة شهد بدرا ولم يثبت انه شهد فيه فارس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره وقيل أن الزبير كان فارسا أيضا روى له اثنان وأربعون حديثا مات قريب المدينة وحمل على رقاب الرجال إليها سنة ثلاث وثلاثين في خلافة عثمان روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أمرني بحب أربعة واخبرني انه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال علي والمقداد وأبو ذر وسلمان واعلم انه يقال له المقداد بن عمرو بن الأسود منسوبا إلى الأب الحقيقي والأب ألادعائي كما يقال محمد ابن على بن الحنفية منسوبا إلي أبيه وأمه جميعا فعلى هذا ينبغي أن ينون علي ويكتب ابن الحنفية بالإلف ويكون إعرابه إعراب محمد في لفظ فأمرت. قلت صيغة الأمر ظاهر في الإيجاب لا لفظ أمر وهاهنا لا صيغة ولكن سلمنا فقد يعدل عن الأصل بالقرائن، قوله) فسأله (أي عن حكم المذي من وجوب الوضوء يقال سألته الشيء وقد تخفف همزته فيقال سأله، قوله) فيه الوضوء (يحتمل كونه