الصَّادِقِينَ} فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَجَاءَ هِلَالٌ فَشَهِدَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ ثُمَّ قَامَتْ فَشَهِدَتْ فَلَمَّا كَانَتْ عِنْدَ الْخَامِسَةِ وَقَّفُوهَا وَقَالُوا إِنَّهَا مُوجِبَةٌ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَتَلَكَّأَتْ وَنَكَصَتْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهَا تَرْجِعُ ثُمَّ قَالَتْ لَا أَفْضَحُ قَوْمِي سَائِرَ الْيَوْمِ فَمَضَتْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصِرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِشَرِيكِ ابْنِ سَحْمَاءَ فَجَاءَتْ بِهِ كَذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْلَا مَا مَضَى مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَكَانَ لِي وَلَهَا شَانٌ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أي بالشهادات اللعانية أي لاعن الزوج و (شهدت) أي المرأة أربع شهادات و (عند الخامسة) أي المرة الخامسة و (موجبة) أي للعذاب إن كانت كاذبة و (تلكأت) يقال تلكأ عن الأمر بلفظ ماضي التفعل أي تباطأ عنه وتوقف و (النكوص) الأحجام عن الشيء و (مضت) أي في تمام اللعان، قوله (أكحل) الكحل هو أن يعلو جفون العين سواء مثل الكحل من غير اكتحال و (السابغ) أي التام الضخم و (شأناً) يريد به الرجم أي لولا أن الشرع أسقط الرجم عنها لحكمت بمقتضى المشابهة ولرجمتها. فإن قلت الحديث الأول يدل على أن عويمرا هو الملاعن والآية نزلت فيه والولد شابهه والثاني على أن هلالا هو الملاعن والآية نزلت فيه والولد مشابه له قلت. قال النووي: اختلفوا في نزول آية اللعان هل هو بسبب عويمر أم بسبب هلال والأكثرون أنها نزلت في سبب هلال وأما ما قال صلى الله عليه وسلم لعويمر أن الله قد أنزل فيك وفي صاحبتك فقالوا معناه الإشارة إلى ما نزل في قصة هلال لأن ذلك حكم عام لجميع الناس قال قلت ويحتمل أنها نزلت فيهما جميعاً فعلهما سألا في وقتين متقاربين فنزلت الآية وسبق هلال باللعان قال وأما